بقلم : ياسر عامر
إستجبت "ونادرا ما يحدث" لرغبة زوجتي أن "أفصل خلال فترة أجازتي الدوريه" فلا اشاهد أي برامج مثيرة لأعصابي ومستفزة لعقلي وأولها البرامج السياسية أوالتي تتناول المشكلات الحياتيه اليوميه، حيث أنني برج الجوزاء " مواليد 14 يونيه" وهو برج مودي للأسف الشديد فاتأثر عادة بكل ما هو حولي...... فشدة الحرارة او تقلبات الجو، او مشاهدتي لاحداث ساخنه " سياسيا" وليس شيئ أخر... او استماعي لشكوي مريض تجعلني اتأثر واشعر بالكآبة والحزن و" أعكنن" على نفسي وعلى من حولي بالطبع .
وخصوصا أن ما مضي من عمري أكثر بكثير مما هو آت ... ده طبعا لو كان لسه في العمر بقية، وأيضا بعد أن أصابني العطب وضربت بعض أجهزتي الحيوية المهمة بمدافع الغم والهم ولنفجرت بها الغام النكد محليا وعالميا، وداخليا وخارجيا... حتي اصابتني في مقتل فاصبت بالسكري، والتهاب الأعصاب المزمن، وارتفاع ضغط الدم، وما زلت اعاني من آثار شلل نصفي في الجانب الأيسر من وجهى، حتى صرت لا استطيع الضحك أو الإبتسام فأصبحت كمن يرتددي قناع من الجبس او البلاستيك لا يحمل اي تعبيرات مبهجة.
وقد وعدت زوجتي وأقسمت لها أن سانصاع لرأيها هذه المرة ولا اشاهد الا قنوات الموسيقي الهادئه وقنوات الرقص المنتشرة او عروض الملابس الداخليه وملابس البحر للنساء،أومشاركة ابني الصغير لافلام الأطفال محاولة مني في الاقرب منه والتفاعل معه ، واستعادة لذكريات الماضي، وخصوصا " توم وجيري" وتذكرت عندما كنت أشاهده " أبيض وإسود" وأبديت ملاحظة أنه كان أفضل من النسخ الحديثه الملونة، وكم راقتني مقالب الفأر الصغير ضد القط الكبير الضخم، وكنت احترم هذا الكاتب ذو الخيال الواسع الذي يؤلف تلك المقالب ويخرج الفأر من عدة مشكلات، فأنا ككاتب أعترف أن مجال الكتابة للأطفال هو أصعب المجالات والتي لم أجرؤ على خوضها.
وأيقظني ابني الصغير الذي لم يتعدي عمره اصابع اليد الواحدة، من استغراقي في المشاهدة بعدة أسئلة لم تخطر على بالي وأنا صغير أو حتى وأنا كبير من أمثلتها... هو مش القط بياكل الفار؟ طبعا يا حبيبي كنا بنجيب قطط زماان عشان تخلصنا من الفيران... طب ازاي الفار وهو صغير بيضرب القط وبيعمل فيه ما يعمل وهو كبير؟ وازاي الفار بيقدر يفرق ما بين القطط ويوقع الوقيعه بينهم؟ وكان هناك مشهد للفار وهو يحدث وقيعه بين القط وكلب كبير حيث يسرق العضم ويضعه في منزل القط فيقوم الكلب بالانتقام من القط وبذلك يتخلص الفأر منه للابد.
وحين ذلك تذكرت ما يرمزله " توم وجيري" من الصراع العربي الأسرائيلي الذي تحول إلي صراع إسرئيلي عربي، باعتبار إسرائيل هو الفأر الصغير والعرب هم القط الكبير والذي رغم كبره وفرضية أنه ممكن ان يلتهم الفأر إلا أنه لا يحدث ويحدث العكس حيث لا يستطيع حتى القط أن يرضي بوجود الفأر في منزله ويعيش بسلام بل يريد الفأر ان يطرد القط من منزله، وكل يوم يصنع الحيل الكثيرة، ويستعين بالكلاب الكبيرة من خارج المنزل لتنزل أقسي انواع العقاب بالقط، ويجعل القطط تشتبك مع بعهضا ليعيش هو سعيدا مستقرا في منزل القطط التي اصبحت لا حول لها ولا قوة..........
تبا لهذه الايحاءات الساسية المستفزة وبدأ ضغطي يرتفع وتتوتر أعصابي وتلتهب مشاعري ويتعكر صفو مزاجي وانفعلت على زوجتي وقررت أن اصوم 3 ايام كفارة عن قسمي الذي حنثت به.
إضافة تعليق جديد