الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله "يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون" ،" يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام انه كان عليكم رقيب" ، " يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" ثم أما بعد في هذا الزمن نجد من يؤذي جاره، بكثير من أنواع الأذي فمنهم من ينزل عليه القذى والقذر، ومنهم من يترك القمامه أمام بيته.
ومنهم من ينظر إلي اهل جاره ويطمع في ماله وعرضه ولا يستجيب لرجاء جاره، فيا أيها الأخ الحبيب حق عليك أن تسجد لله شكرا إذا وجدت جارا يقوم لك بحقوق الجار، فهذه من سعادة الدنيا التي أنعم الله عليك بها، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أربع من السعادة، المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهني، وأربع من الشقاء، المرأة السوء، والجار السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء" فكما أن الجار الصالح من سعادة الدنيا، فإن الجار السوء من الشقاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم دائما يستعيذ منه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول " اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة، فإن جار البادية يتحوّل"
بل جعل النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم جار السوء ممن يجلب الفقر حيث قال " ثلاثة من الفواقر إمام إن أحسنت لم يشكر، وإن أسأت لم يغفر، وجار سوء إن رأى خيرا دفنه، وإن رأى شرا أذاعه، وامرأة إن حضرتك آذتك، وإن غبت عنها خانتك" رواه الطبراني، فالنبي المصطفي صلى الله عليه وسلم بيّن أن إيذاء الجار يفسد العمل، ويضيّع ثمرة العبادة، فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم "إن فلانة تقوم الليل، وتصوم النهار وتصلي وتتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا خير فيها هي في النار" فهذا نداء إلى الجار الذي يؤذي جاره، وها قد علمت الوعيد والتهديد لمن يؤذي جيرانه، كما أن الجنة محرمة على من يؤذي جيرانه، فتب إلى الله تعالي، ولتبدأ من جديد مع جيرانك، واستغفر الله على هذا الإثم العظيم والذنب الكبير.
وأكثر من الصلاة والصوم والصدقة، فهذا تكفير لما سلف، فعن حذيفة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فتنة الرجل في أهله وماله وجاره، تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي" رواه البخاري ومسلم، واعلموا إنه من الطبيعي أن يصيبنا أذى في بعض الأحيان من أفضل الجيران، من الكبار والصغار، خصوصا إذا كان عن غير قصد، وبالتالي وجب علينا تحمل أذاهم والصبر عليهم، والصبر على الأذى خلق عظيم، وفيه أجر كبير، حيث قال تعالى " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور " ولقد ورد عن الحسن البصري رحمه الله قوله "ليس حُسن الجوار كف الأذى، ولكن حسن الجوار هو الصبر على الأذى.
إضافة تعليق جديد