جمال عصمت: نجحنا في فحص ٢٥ الف طالب بجامعة القاهرة.. ومصر تواجه التحدي الأصعب في ٢٠١٧

كتب-د.إيهاب طلعت:
 اجتازت مصر العام الماضي أولى جولاتها في حربها الضارية ضد فيروس سي، وبالرغم من أن التحديات التي واجهتها في البداية من ارتفاع أسعار الأدوية المستوردة التي تصل إلى 25 ألف دولار للعبوة الواحدة، وإرتفاع معدلات الإصابة في مصر بدرجة تفوق كل دول العالم، وقلة الوعي لدى المصريين بأهمية الفحص والعلاج، إلا أنها نجحت في إبهار العالم بمعدلات شفاء غير مسبوقة.
وكانت أول خطوة في مواجهة تلك التحديات هي تصنيع عقار "مبي فيروباك" محليا، وهو أول سوفالدي مصري أنتجته شركة ماركيرل للصناعات الدوائية في فبراير 2015، ثم تصنيع "داكلافيروكيرل" وهو أول عقار داكلانزا مصري.
 وأوضح الدكتور وجدي منير، رئيس مصنع ماركيرل للصناعات الدوائية أن أسعار أدوية فيروس سي تناقصت منذ بداية تصنيعها من 2600 جنيها، لتصل إلى 1100 جنيها بالرغم من ارتفاع أسعار الدولار، وهو ما يعادل 1% فقط من سعرها العالمي، مؤكدا أنه لا مجال لزيادة أسعارها في الفترة الحالية كون علاج فيروس سي من الأمن القومي لمصر.
وأضاف أن 20177 سيشهد تسجيل أدوية جديدة لم تكن تصنع محليا وبأسعار زهيدة، مثل عقار "السيمبريفير" المعروف بـ"الأوليسيو" بسعر يتراوح من 800 إلى 1000 جنيها، مقابل 10 آلاف جنيها للمستورد، وكذلك عقار "جرازوبريفير/ الباسفير"، وعقار "السوفوسبوفير مع فلباتسفير".
 و أشار الدكتور أندرو إبراهيم مدير التسويق بشركة " مكتب حبيب" إلى أنه تم دراسة نسب الشفاء من فيروس سي باستخدام مزيج مبي فيروباك وداكلافيروكيرل،المزيج الأنجح في مصر لعلاج الالتهاب الكبدي سي على عينة شملت 2484 مريضا تم علاجهم بـ21 عيادة خاصة لمدة 12 إلى 24 أسبوعا، ووجد أنه تم القضاء على الفيروس نهائيا لدى 100% من المرضى بعد 12 أسبوعا من العلاج، موضحا أن نسب الشفاء عموما باستخدام هذا المزيج تتخطى 98% وهي نسب الشفاء العالمية.
وعن خطط وزارة الصحة لمكافحة فيروس سي في 20177، أكد الدكتور يحيى الشاذلي، نائب رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن المسح الصحي الشامل بالمحافظات انطلق مع بداية هذا العام، والذي يستهدف فحص العاملين والمرضى المترددين على المستشفيات العامة، وكذلك المسح الذي سيبدأ في محافظات الصعيد، والمقرر الانتهاء منه خلال 2017، لافتا إلى أنه تم تسجيل مليون و300 ألف شخص على موقع اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية للحصول على العلاج حتى الآن.
 وأضاف أن علاج مريض فيروس سي يحمي ثلاث أشخاص آخرين يمكن أن تنتقل إليهم العدوى، موضحا أن مصر نجحت في علاج ما يقرب من مليون مريض فيروس سي حتى الآن، وهو ما يعني حماية ثلاثة ملايين شخص آخرين من الإصابة.
 ومن جانبه قال الدكتور جمال عصمت، أستاذ الكبد وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ورئيس الاتحاد الدولي للكبد الأسبق، أن مصر ستواجه التحدي الأصعب في 2017 بعد علاج كل المرضى الذين يعلمون بإصابتهم بفيروس سي وانتهاء قوائم الانتظار بكل مراكز الكبد، لتبدأ رحلة المسح والكشف عن الحالات التي تجهل إصابتها مشيرا إلى أنه تم إطلاق عدد من المبادرات منها الكشف عن فيروس سي بجامعة القاهرة والتي نجحت في فحص 25 ألف طالب، وسيتم استكمالها بفحص طلبة المدن الجامعية والعاملين بالجامعة والمستشفيات التابعة لها مثل مستشفى قصر العيني.