بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، وقوموا لله قانتين، فحافظوا على الصلوات بأداء أركانها وشروطها وواجباتها، ثم كملوها بفعل مستحباتها، فإن الصلاة عمود الدين، ولا دين لمن لا صلاة له، فيا أيها المسلمون إن من لم يحافظ على أركان الإسلام وأهمها الصلاة فإنه في خطر، واعلموا أن يد الله على الجماعة، وأن من شذ شذ في النار، وأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن أحسن الحديث كتاب الله، واسألوا الله أن يؤلف قلوب المسلمين.
وأن يوحد كلمتهم، وأن ينصرهم على أعدائهم، ففي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في السنة الثالثة والعشرين من الهجرة، يخرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من بيته ليصلي بالناس صلاة الفجر، فيدخل المسجد وتقام الصلاة يتقدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويسوي الصفوف ويكبر فما هو إلا أن كبر حتى تقدم إليه المجرم أبو لؤلؤة المجوسي فيطعنه عدة طعنات بسكين ذات حدين، أما الصحابة الذين خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذهلوا وسقط في أيديهم أمام هذا المنظر المؤلم، وأما من كان في خلف الصفوف في آخر المسجد فلم يدروا ما الخبر، فما إن فقدوا صوت عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفعوا أصواتهم سبحان الله، سبحان الله ولكن لا مجيب، ويتناول عمر بن الخطاب رضي الله عنه يد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
فيقدمه فيصلي بالناس، ويحمل الفاروق إلى بيته فيغشى عليه حتى يسفر الصبح، وإجتمع الصحابة عند رأسه فأرادوا أن يفزعوه بشيء ليفيق من غشيته، فنظروا فتذكروا أن قلب عمر معلق بالصلاة، فقال بعضهم إنكم لن تفزعوه بشيء مثل الصلاة إن كانت به حياة، فصاحوا عند رأسه الصلاة يا أمير المؤمنين، الصلاة، فإنتبه من غشيته وقال الصلاة والله، ثم قال لإبن عباس أصلى الناس، قال نعم، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، ثم دعا بالماء فتوضأ وصلى وإن جرحه لينزف دما، وهكذا كان حال الصحابة الكرام مع الصلاة حتى في أحلك الظروف بل وحتى وهم يفارقون الحياة في سكرات الموت، كيف لا وقد كانت هذه الفريضة الهم الأول لمعلم البشرية صلى الله عليه وسلم وهو يعالج نفسه في سكرات الموت فيقول " الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم "
وفي هذه الكلمة نعرض أربعة أحوال من أحوال السلف الصالح مع الصلاة لنقارن أحوالهم بأحوالنا ليتوب المسيء من إساءته ويتنبه المقصر إلى تقصيره ويزداد المحسن إحسانا وتكميلا لصلاته، فالحال الأول هو محافظتهم على صلاة الجماعة وتعلق قلوبهم بها، وان الصلاة قرة عيون المؤمنين كما صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال " وجعلت قرة عيني في الصلاة " ولذا كان يقول صلي الله عليه وسلم " أرحنا بها يا بلال " ولكن لسان حال بعضنا اليوم أرحنا منها يا إمام، وقل لبلال العزم من قلب صادق أرحنا بها إن كنت حقا مصليا، وتوضأ بماء التوبة اليوم مـخلصا به ترق أبواب الجنان الثمانيا، فاللهم آتي نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم.
إضافة تعليق جديد