بدين الضنى المر صمتي يثور
بدنيا الغنى الحلو صوتي الجهور
و منها تكاليف دنيا الحياة
بدين المنايا الفؤاد الضجور
بأقسى الأمان و أقصى المكان
حديد الكيان الزمان الصهور
عيوني بنور البدور تدور
قواه بضعف فؤادي تخور
تعدى حدود المدى في الوجود
تحدى صروف الزمان الجسور
تعني الصبايا و نهدي الهدايا
و تعطي بعرس العطايا المهور
و تهتز طول الغناء النهود
برقص الهناء تميل الخصور
به ليلتي تزدهي في التباهي
و بعد الأفول لبدري الظهور
و نبقى شهودا عليها إذا ما
تمر بضوء العيون الدهور
كمثل الرحى في عيون الزمان
و دنيا الحياة تدور الغَرور
و إعصاره الحزن قد مر قربي
بحور الهوى في فؤادي تمور
بدنيا سمائي تميل الغصون
على أرضه الحب تنمو الجذور
لأحلى غد اليوم منا يكون
عليها جسور الوئام العبور
و بعد الغياب لبدري الظهور
بأعلى سمائي يطيب الحضور
و من قبله النوم يحلو السهاد
و من بعده الصوم يحلو الفطور
و في حضرة الوجد نار و نور
و في جنة الخلد خمر و حور
على الأرض تهوى بوقا النضوج
إذا ما رياحي تهب الثمور
و في الساحل الحلو أرضي الجميلة
يعلو الخرير و يحلو الخرور
و تبني على قمة المجد عشا
و فوق المعالي تطير النسور
تحن الصغار عليها و تقسو
و في مسرح الصيد تسمو النمور
تغني بسكر الهوى للشموس
إذا ما تدور علينا البدور
جدير بإطفائها النار مائي
و نوري ظلامي محى لي النصور
بداء الجوى صرت أعمى دواء
الهوى كان طبي و تشفى الصدور
و تقوى بصيفي الشديد الحرور
و مائي المعين بكأسي القرور
بفرط الجوى و النوى و الهوى أو
بوقع الطوى الجسم يضنى يضور
بدنيا الهوى الحلو يأتي السرور
على النفس تلقى بعيدا الشرور
و من غيض واد إلى فيض واد
على مفرق الحب تبنى الجسور
و يحلو هوانا بأقصى مدانا
كما للسكارى تطيب الخمور
و في قاعها الدر قد صار أغلى
تموج بموجك شعري البحور
أراه هلالي بأعلى تلالي
و تحلو إذا ما يهل الشهور
و في يده الآن خمر و جمر
و في عينه الدهر نار و نور
و عقد القصيد النضيد بجيدي
و تبقى السطور و تلقى الشذور
سفير أنا في بلاد الهوى في
مُحيا عروسي الحياة السفور
كتبنا بحبر القدامى الأسامي
على دفتر الدهر تلقى السطور
بدنيا المدى للبغايا القصور
و يطغى بدين البغاة الفجور
أقامت على دولة الدهر مجدا
تصيد جموع الطيور الصقور
جميع الأسامي التي لي سجلت
بشعري و دهري بمثلي الفخور
إضافة تعليق جديد