حسنها لا شمس ولا قمر بقلم مصطفى سبتة

حبيبتي جميلة وليس لها مثيل في
جمال حسنها لا شمس ولا قمر
في مقتضى قول الشاعر الحِكم
في مرتضى الفعل الناثر الحَكم
كالدر في عقد الجيد أنظمه
في نظمها تأتي حلوة النُظُم
و الحب في قلبي طاب مذهبه
للصب فيه لا ينفع الندم
قالت قصيدا العذراء في حرمي
أبياتها موسيقى لها نغم
في حسنها لا شمس و لا قمر
ترقى معي أمجادي لها القمم
في جبهتي نور تحتها الظُلَم
في مجمري نار فوقها الفحَم
طافت أراها حولي ملائكتي
بالله منه الشيطان أعتصم
يبقى شهيدا في منتدى شغفي
ـ قلبي و يُلقى من ثغره القسم
قرطاسنا يسمو روح منطقه
من جهله عقلي حرر القلم
و الشعر يروي يا دهر ملحمتي
في روحه يسمو الحرف و الكلم
في جنتي يحلو قدرها النعم
نيرانها تسري حولها النقم
فيها ميادين الحب أجنحتي
كالطير طارت لي الحل و الحرم
و الحب دين دنياه قد حسنت
فيه وجودي قد كان و العدم
أهل الهوى الدهر الحلو سادته
ما للعبيد الأخلاق و الشيم
و الشمس تهوى رقصا كواكبها
للبدر تشدو أنغامها النُجُم
بالحب تسمو قدرا شراكتنا
في بعضنا بعض فيه نلتحم
ترعى قوانين الحب في حكمي
و الحكم تحمى في ملكه الذمم
بالعلم نرقى السامي به عملي
نار على أعلى رأسه العلم
شعري حديث في وجه نشأته
لكن بروحي الحبلى له القدم
يبدو هلالا حتى يرى قمرا
و البدر في أجوائي له العظم
للجهل في ليل العقل ظلمته
و العلم نور تمحى به الظُلَم
أخطاؤنا الكبرى بعدها الندم
نجني الخطايا لا يحسب اللمم
قد صار كالأعمى الدهر يا قدري
لا يسمع الشكوى طاله الصمم
في ثغره موتي السحر يسحرني
مثل الطعام الأعمار يلتهم
و الروح ثملى حزني بسكرته
بالجسم أوجاع شفه السقم
قد جاء شعري في الحزن مولده
للموت في عمري الدار و الرحم
للعقل أفكار الكون قد ملكت
عندي كما يهمي ماؤها الديم
و الشعر في ثغري طاب مشربه
كالزهر في بساتيني له النسم
قد صار خصمي قد كان لي حكما
من عينه دهري ترسل التهم
نصفين أضحى في ليله و هوى
مثل الهلال الوجدان منقسم
أمشي كمثل السكران منتشيا
من فوقه رأسي تنتهي السُهُم
محبوبتي شمس الحسن قد طلعت
في قصرها جندي يكثر الخدم
معشوقتي مثل البدر مطلعه
يحلو نجومي من حوله الحشم
سوق الهوى فيه بعت مهجته
قلبي إذا أشري السعد مزدحم