كتب : زهيراحمد
أشار علي خامنئي في كلمتة الذي ادلى بها يوم العيد إلى تنقل الهيئات الخارجية قائلا إن ”هذه التنقلات لم تأت بمعنى أو أثر إيجابي لنا، يجب الترجمة على الأرض وإلا إجراء المفاوضة والتفاهم على الورق وعلى أشياء لن تتحقق مستقبلا، لا يجدى نفعا ... أنجزوا أعمالا على الورق لكنهم اعترضوا سبيل إنجاح أهداف الجمهورية الإسلامية من مختلف الطرائق الإنحرافية”.
مقابلا لهذه الوقائع المطبقة على الورق، نواجه تطورات مادية بالكامل في محيط إيران وفي المنطقة من مصر إلى تركيا ومن الأردن إلى الدول الخليجية على سبيل التمثيل ما انطلق من مشاريع ضخمة بميزانيات تبلغ عشرات الميليارات يمثل تحالفات إقليمية تتسم بمكافحة الإرهاب الذي يشير إلى النظام وتدخلاته في المنطقة كما الملحوظ هو نتائج مادية وعملية لهذه التحالفات سواء في سوريا أو في الهدنة اليمنية أو في العراق والتطورات الأخيرة في هذا البلد، تطورات مادية بالكامل، على الأرض وضد النظام!
في الحقيقة في الوقت الراهن، نلاحظ ظاهرتين متناقضتين في النظام، الأولى أنه خلال الأيام الأخيرة نشهد زيارة المسؤولين الأوروبين إلى طهران من جانب لكنه نرى اتساعا وتنشيطا أكثر من ذي قبل للتحالف الإقليمي الموسع ضد النظام ما أدى إلى تضييق حلقة العزلة السياسية والإقليمية على عنق النظام من جانب آخر.
وثاني ظاهرة متناقضة، تحدث داخل النظام حيث تعدّ زمرة رفسنجاني روحاني الإتفاق النووي والتقدم به حالة الربح – الربح ويصفه ببلسم لكل جرح وماء الحياة للنظام من جانب، وتعتبره عصابة الولي الفقيه خسارة محضة وخيانة من جانب وتكتب أن: ”ما قدمناه كان نقدا ولن يعود أصلا وإن عاد، سيثير خسارة. هل ممكن مقارنة «ما خسرناه» بالمنجزات على الورق؟ ... إننا طوينا بساطنا النووي بيد أن الأميركان ليسوا لم يطووا بساط العقوبات فحسب وإنما مدّوها بشكل أوسع في مضمار الإقتدار وأمننا الوطني!”. (رسالت صحيفة عصابة مؤتلفة – 12 نيسان 2016)
هذا هو الحرب بين مسارين متضادين والنزاع بين الزمرتين الحاكمتين، إن زمرة رفسنجاني روحاني تدعي أن المسار السابق (مسار الولي الفقيه) كان يؤدي بنا إلى حافة هاوية الحرب مع المجمتع الدولي بينما نحن بالإتفاق النووي استطعنا انقاذ النظام من هذه المهلكة والآن سبيل إنقاذ النظام هو تواصل هذا المسار وتسوية سائر أزماتنا مع القوى الإقليمية والدولية أسوة بنموذج الإتفاق النووي نفسه؛ بعبارة أخرى، نخرج من سوريا، نتنازل عن المقدرة الصاروخية وإلى آخره...!
بالمقابل، تقول عصابة الولي الفقيه إن آميركا بعد نزع المقدرة النووية تنوي نزعنا عن أشكال أخرى للقدرة من قبيل القدرة الصاروخية والإرهاب فيما تفرض علينا إتفاقيات 2 و3 و4 وتعدّلنا وتغير سيرة وماهية النظام ما لن يسفر إلا عن السقوط والدمار في نهاية المطاف! وفي هذا الشأن كتبت صحيفة جوان التابعة لقوة الباسيج اللا شعبية نقلا عن حسين ابراهيمي وهو عضو أقدم لجمعية رجال الدين المناضلين قوله: ”تؤكد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي أن أميركا تحاول فرض إتفاق نووي 2 على إيران وحتى أكثر من ذلك إنها تسعى للتعديل والقضاء على الثورة الإسلامية”.
هذا وأكد فؤاد ايزدي من عناصر عصابة خامنئي مؤكدا أن ”انطباع الأميركان يتمثل في أن الإتفاق النووي نزع أحد أشكال القدرة عن إيران وإن آميركا تسعى الآن لنزع آليات أخرى عن إيران”. ( صحيفة جوان – 12 نيسان 2016)
وقد أكد علي خامنئي في نفس الكلمة التي ألقاها يوم العيد صراحة أنه يقف أمام مفترق طريقين وإصطفاف الزمرتين للنظام.
ويمكن القول في وصف علي خامنئي أنه مع المهمومين قلبا فيما يخطو مسار الإصلاحيين قالبا؛ يضرب على رأسه بسبب قلع أسنانه النووية بينما لم يعوّضوه بشيء فيتلوى ألما مثل المصاب بلدغ الحية ويرغب في نكث كل الإتفاقيات والعودة إلى صناعة القنبلة النووية! إلا أنه يعلم هذا خيال لن يتحقق و”البساط النووي المطوي... لن يعود”.
نعم، ما أرغم الولي الفقيه الرجعي على تجرع السم النووي مازال له فاعليته وعلى خامنئي أن يقرر إما يتجرع كؤوس سم أخرى أم يقف بوجه المجتمع الدولي ومجلس الأمن وحلقة التحالف الإقليمي التي تضيق يوميا على عنق نظامه أكثر فأكثر!
إضافة تعليق جديد