أكد عدد من أساتذة علم الاجتماع أن الشعور بالانتماء الوطني يحقق التنمية الشاملة ويدعم استقرار الوطن وتطوره، ويسهم في محافظ المواطنين على الممتلكات العامة والدفاع عن مصلحة الوطن، لافتين إلى أن الانتماء للوطن هي السبيل للقضاء على الظواهر السلبية لا سيما ظاهرة الإرهاب والتطرف التي يعاني منها المجتمع العالمي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الإقليمي الثاني لقسم علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة المنصورة، اليوم، بعنوان (دور الانتماء الوطني في تحقيق التنمية الشاملة) تحت رعاية الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي، والدكتور محمد حسن القناوي، رئيس جامعة المنصورة، والدكتورة عزة إسماعيل، القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، والدكتور رضا سيد أحمد، عميد كلية الآداب، والدكتور مهدي القصاص، عميد معهد الخدمة الاجتماعية ببورسعيد، ومقرر المؤتمر، والدكتور ثروت الديب، رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنصورة، وقد تناول المؤتمر سبل تعزيز قيمة الانتماء وآليات تحفيزه، ودور الدين والتعليم والفن والقيم والقانون والإعلام في دعم ثقافة الانتماء لدى شرائح المجتمع على اختلافها من أجل تحقيق التنمية الشاملة.
شارك في المؤتمر عدد من الدول العربية وهي (فلسطين، لبنان، العراق، السودان، سلطنة عمان، ليبيا، الجزائر، السعودية، الكويت) بحضور الوزير حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية.
من جانبه قال الدكتور ثروت الديب، أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنصورة، إن تعزيز القيم الإيجابية كالانتماء والولاء والمواطنة يقلل من السلوكيات والظواهر المرفوضة مثل الإرهاب والتفجيرات والتطرف الفكري، مشيرًا إلى أن تعزيز الانتماء هو مسئولية الجميع، ولا بد من تضافر الجهود الحكومية (من خلال المؤسسات المعنية) والشعبية (مثل الأسرة ومؤسسات المجتمع المدني) من أجل الحفاظ على المجتمع.
وأكد الدكتور مهدي القصاص، عميد معهد الخدمة الاجتماعية ببورسعيد، ومقرر المؤتمر، أن الانتماء للوطن والحفاظ عليه قيمة سامية تشعر صاحبها بالفخر، موضحًا أن ضعف الانتماء يولد الفتور والسلبية واللامبالاة وعدم تحمل المسئولية.
وأعلن عن تنظيم عدد من المؤتمرات القادمة على رأسها مؤتمر (الثقافة الشعبية) ومؤتمر (العمل ودوره في بعث الأمل في المجتمع).
وأشار الدكتور محمد غنيم، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنصورة، إلى أن علماء الاجتماع في مصر في مأزق حقيقي بعد ثورة 25 يناير، لأنهم معنيون بدراسة التغيرات الاجتماعية، ومعرفة أسبابها، ووضع التشخيص الصحيح، وتقديم الروشتة العلاجية التي تعالج الآثار السلبية لما تم.
وأوضح الدكتور رضا سيد أحمد، عميد كلية الآداب، أن الشعب المصري هو أول شعب عرف الثورة على مر التاريخ ولم يطلب أكثر من أن يحكمه حاكم عادل يتوقف عن ظلمه ويوفر له الكرامة والحياة الإنسانية، لافتًا النظر إلى أن هذا يدعوا للفخر ورفع الرأس.
وخرج المؤتمر بعدد من التوصيات على رأسها؛ التوعية بدور الأسرة من خلال التنشئة الاجتماعية، ودعم الأنشطة المدرسية مثل تحية العلم والنشيد، وتضمين المناهج الدراسية مواد تعزز روح الانتماء واللغة العربية، وتقديم القدوة، بالإضافة إلى تنمية الأنشطة التطوعية، والعناية بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، وإشراك الشباب في تنفيذ مشروعات التنمية، والتوسع في مشاركة الطلاب في برامج التوعية السياسية، ودعم الروابط التي تضم العاملين في الخارج، والتوسع في تنفيذ برامج تنموية، وإبراز أن الانتماء الوطني لا ينفصل عن التدين العملي، والعمل على دعم برامج الدراما والفنون الشعبية المعبرة عن حب الوطن.
إضافة تعليق جديد