الحمد لله الذي خلق البشر وأمر بطاعته كما أخبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم العلن والمخبر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ربه إلى الأسود والأحمر، صلى الله وسلم عليه ما بزغ نجم وظهر وعلى آله وأصحابه الميامين الغرر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المستقر أما بعد إن الطفل الوحيد في الأسرة هو بحق مشكلة بسبب العناية الزائدة التي يحيطه بها الأبوان عادة في المنزل وكذلك أفراد العائلة الكبرى إن وُجدت، ومثل هذه الحالة تظهر بصورة أوضح لدى البنت الوحيدة أكثر مما تظهر لدى الولد الوحيد، ويجب عدم تدخل الأبوين في شؤون الطفل عند لعبه إلا عندما يحين موعد الطعام أو الدراسة أو الإنصراف من زيارة ما أو في حالة تعرضه للخطر وذلك لأن تركيز الجهد عند اللعب من أهم عوامل بناء الشخصية القوية للطفل.
وكما يستحسن للكبار الخضوع لرغبة الصغار إذا طلبوا منهم اللعب معهم ولو بين الحين والآخر، مع تقبل خططهم وأفكارهم دون الإستهانة بها والحرص على الإجابة على أسئلتهم مما يساعد على إكتساب معلومات جديدة أثناء اللعب، كما يساعد على تقوية الصلة بين الأبوين والأولاد، وكذلك الإسراف في تقديم اللعب للأطفال، وكذا الإقلال من اللعب كلاهما يمكن أن يكون مفسدا للطفل، وكما أنه ينبغي تخصص أماكن معينة لأنواع اللعب المختلفة بحيث تكون في متناول يد الأطفال وعلى الأم أو الأب أن تطلب من أطفالها جمع لعبهم عند الإنتهاء من إستعمالها وإعادتها إلى مكانها وكذلك على الأبوين أن يعودا ولدهما على النظام في كل شيء، وكما ينبغي أن تعلم أن لعب الطفل بدون حذاء مفيد له من الناحية الصحية بشرط أن يلعب على أرض منبسطة ونظيفة.
وأن يكون ذلك بين الفينة والأخرى، ومن العادات السيئة لدى الطفل هو إدخال الإصبع في الأنف بدون ضرورة، فإعملا من أجل تخليصه منها بالتي هي أحسن، وكما أن المبالغة في رعاية الطفل عندما يمرض قد تصيبه بالإكتئاب وسرعة الإنفعال، وكما أن إهماله غير مقبول بالمرة، وكما جاء في الأثر " خير الأمور أوساطها " ومما يراعى في التعامل مع الطفل عند الإمتحان خاصة في الفترة التي نتحدث عنها، أي ما قبل سن الأربعة عشرة سنة أنه ينبغي أن يكون موقف الأسرة باعثا على الإستقرار والأمان النفسي وكما يجب أن نخفف من إلقاء الأوامر المستديمة على الطفل بالمذاكرة، وكما يُطلب من الوالدين أن يبعدا الصغير عن المشاكل الأسرية، وكما ينبغي عدم المبالغة في الحديث عن مكافئات النجاح لأننا بذلك نزيد من شعوره بالخوف والرهبة من الإمتحان.
من حيث نظن أننا نفعل العكس، ومن الأفضل أن يشعر الطفل أن الامتحان ما هو إلا ثمرة طبيعية لمجهوده الشخصي ولتحصيله الخاص طوال العام الدراسي وأن يتم إفهامه مع ذلك أن بيده الأسباب وأن النتائج على الله وحده، وكما تتجنب أيها الأب وأيتها الأم الكريمة الفاضلة أن تسأل طفلك خلال أيام الإمتحان تفصيلا عن إجاباته ثم تأنيبه على ما يمكن أن يكون قد قصّر فيه ولكن شجعه دائما وبُث في مشاعره الثقة في نفسه الصغيرة وعليك بالإكتفاء بسؤال قصير وبسيط عن الإمتحان، فإذا أجاب بأنه أخطأ في بعضه، فشجعه على أن يعوض ما فاته في الامتحان التالي.
إضافة تعليق جديد