رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 2:44 ص توقيت القاهرة

دكتور أحمد علي سليمان: القرآن الكريم منهج متكامل لتنشئة الإنسان الصالح

كتب / ياسر عامر

 

أكد الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن القرآن الكريم قد اشتمل على دستور كامل، ومنهج عظيم لبناء الإنسان (نفسيًّا وروحيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا وأخلاقيًّا وسلوكيًّا...)، على أسس ربانية قويمة كفيلة بصلاحه وإصلاحه ونجاحه وفلاحه وتقدم الأمة أخلاقيًّا وعلميًّا وحضاريًّا. جاء ذلك في كلمته الأحد 8 مارس 2020م أمام المؤتمر الدولي الثاني لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الذي عقد بمركز الأزهر للمؤتمرات في القاهرة تحت عنوان (بناء الإنسان في التصور الإسلامي بين الواقع والمأمول) وشارك فيه عدد كبير من العلماء والأكاديميين والإعلاميين. وأوضح أنه إذا كان علماء النفس، وعلماء التربية، وعلماء الاجتماع وغيرهم قد أشاروا إلى أن بناء الإنسان عملية شاقة ومركبة ومتداخلة وتكتنفها صعوبات وتحديات، وهي أصعب بكثير من بناء بناية كبيرة ذات طوابق متعددة، فإن الإسلام قدم برنامجا تربويا متكاملا كفيل بإيجاد المسلم الذي يعبد ربه ويكون منتجا وفاعلا في مجتمعه ومفيدا للإنسانية. وأشار في ورقته التي حملت عنوان (القرآن الكريم ودوره التربوي ففي بناء الإنسان) أن دراسته تتضمن محورين ..المحور الأول" القرآن الكريم وبناء الإنسان".، والثاني "المبادئ التربوية العامة لبناء الإنسان المنبثقة من روح القرآن الكريم"،لافتا إلي أن القرآن الكريم يؤثر في نفس حامله وقارئه وكاتبه وسامعه ومتدبره تأثيرًا جليلا.. ينقله نقلة نوعية وروحية من عالم المادة وعالم المصالح والأنانية وعالم الصراع إلى عوالم أخرى. فيبني في العبد معالم الأمن والأمان والطمأنينة والسكينة والاستقرار الروحي والنفسي، يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28). وأشار إلي أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الهدوء النفسي والسكينة التي ينعم بها المجاورون لله التالون لكتابه، تجعلهم أهدأ نفسًا، وأزكى روحًا، وأقل مرضًا؛ ذلك لأن القرآن الكريم ينير القلب، وينير العقل، وينير النفس، وينير البصر والبصيرة والضمير، ويجعل صاحبه في معية الله سبحانه وتعالي، يرضى بقضائه، ويصبر على بلائه، ويشكره على نعمائه، ويقنع بعطائه، ويؤمن بالغيب كما يؤمن بالشهادة، فيعيش هادئ النَّفس، مستريح البال.. وبعيدًا عن الاضطرابات "الفسيولوجية" الداخلية، والصراعات النفسية، والفراغات الروحية. ويتابع قائلا: إن البناء الأخلاقي المنبثق من القرآن الكريم، بلغ شأوته علوا وسموقًا، لأنه يزرع في الشخصية المؤمنة أرقى أنواع القيم وأرفع الأخلاق، ومن بينها قيم الإتقان والإحسان، في كل شيء ومع كل الناس والمخلوقات وفي كل حال، وإن تمثل هذه الأخلاقيات كفيل بإيجاد مجتمع فريد، ومنضبط، يرتكز على بنية أخلاقية وقيمية وسلوكية مستمدة من ينابيع نور القرآن العظيم كما أن البناء العقلي أحد أهداف القرآن الكريم فهو مناط التكليف ومن ثماره حيث جعل التفكر في خلق السموات والأرض فريضة إسلامية. وأشار إلى أن القرآن الكريم أبدع في إرساء القواعد الكثيرة والشاملة التي من شأنها إحداث التصالح والسعادة بين الناس، فقد شرعت العبادات من أجل إصلاح المجتمع والتأكيد على الأخوة الإنسانية وحفظ الأعراض وعدم سخرية الإنسان من أخيه، وعدم التنابز بالألقاب، واجتناب الظن السيئ، والابتعاد عن التجسس والتلصص والغيبة والنميمة وغيرها من الآفات الهدامة للبناء الاجتماعي والمؤججة للصراع في جنبات المجتمع. كما أن الإسلام – يضيف د. احمد - أعطي اهتماما كبيرا بمؤسسة الأسرة وأوصي بالنساء خيرا والأطفال والشباب وكبار السن والضعفاء، وأيضا الحيوان والنبات وحتى الجماد، وتنفيذ الميراث باعتباره القسمة التي ارتضاها للمسلمين، كل ذلك من أجل صلاح البناء الاجتماع، لافتا إلى أن القرآن الكريم دعا إلى التربية البصرية وتعميق النظر في بديع صنع الله في الكون. وحض على التربية السمعية بتدريب الأذن على السباحة والسياحة في ملكوت الله. وأوصي في نهاية الدراسة بضرورة تعليم الأطفال الثقة بالنفس واحترام الآخرين وثقافة الصدق و الجرأة والإفصاح حتى لا يكون النشء تحت وطأة الخوف من أب أو معلم أو مدير أو غيره؛ ذلك لأن الخوف يولد كثيرا من القيم السلبية منها: الكذب وعدم الاكتراث، وعدم الاهتمام بالممتلكات الخاصة والعامة، والأخطر تنمية الدافع للانتقام بشتى صوره. ودعا لتعليم النشء والشباب ثقافة الشكر شكر نعم الله تعالى على الإنسان؛ فبالشكر تدوم النعم ومن أهمها نعمة الإسلام ونعمة الوطن الذي باركه الله، واحترام أقدار الله في الكون والخلق والحياة واحترام الضعفاء واغرسوا فيهم الأمل وأناقة المظهر والجوهر والتسامح والتعددية وقبول الآخر وتربيتهم على المسئولية والإيجابية بحيث يكون إيجابِيًّا في كُلِّ أحْوالِه، وأنْ يكونَ نافِعًا لنَفْسِهِ ولغَيْرِه. وأن نعلمهم أن تقدم الوطن يتوقف على الأداء الحضاري المتميز لمجموع المواطنين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.