رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 11 فبراير 2025 2:34 م توقيت القاهرة

رسائل شوق على جناح مكسور 

قصة لاديب النيل اسامة كامل ابو اليزيد 
الفصل الثاني 
بدا القطار في التحرك وبدات معها احلام جاسم تتحرك بل تود لو طارت إلى هناك حيث مغنى حبيبة القلب سمر تتحسس اخبارها تبحث عنها في كل مكان وبدأت الشمس تختفي رويدا رويدا لتعلن عن قدوم الليل وبدا قرص الشمس وكأنه كسبيكة الذهب وتمنى جاسم لو أمسك هذا القرص بيده ليلفه في قطعة من أشواق القلب التي لاتهدأ ثم بحتفظ به حتى اذا ماوجد سمر يقدمه لها هدية لكن هيهات ماانطفاة جذوة تلك الأمنية بانطفاء قرص الشمس وعودته إلى خدره ليبدا في الغد رحلة جديدة مع أحلام البشر
وتملكه إحساس باليأس تارة والأمل تارة وأصوات ضحكاتها وهمساتها وبكائها تعانق أذنه وقلبه يشوبها أصوات ضجيج صرخات القطار وصوت صفيره الذي يشق عنان السماء وصوت عجلات القطار وهي تصارع القضبان وهي تصك الآذان بضجيجها وثورانها ونجح الليل في التسلل في النهاية ليشق كبد السماء ويلتهم الشمس في بطنه ليحل محلها القمر الهاديء الوديع 
وصل القطار إلى الاسكندرية حيث سيستلم جاسم عمله في شركة مقاولات كبرى فهو خريج هندسة بتقدير جيد جدا ونزل من القطار وترك خياله وذكرياته ليحل محلها التفكير في الوصول الى فندق يبيت فيه حتى الصباح حيث يذهب الى الشركة لاستلام العمل وينتقل بعدها لشقة بسكن بها قريبة من عمله .
اوقف تاكسي وطلب منه ان يوصله لاقرب فندق وبالفعل اوصله التاكسي لحيث يريد وعندما وصل واستقر بغرفته اسلم نفسه للنعاس حيث كان متعبا جدا من السفر ، واستيقظ في الصباح صلى الصبح وأفطر ثم انصرف قاصدا مقر الشركة بعد ان حاسب الفندق على مبيت ليلته وانطلق تحدوه أمنيات التعاقد مع الشركة واستلام العمل كان متلهفا لتلك اللحظة كما هو متلهف على لقاء حبيبته الغائبة الحاضرة في قلبه ،وبالفعل أعجب مدير الشركة بشخصه وأفكاره وثقافته وهمته وسلمه العمل بالفعل وتمنى له التوفيق .
وكانت الشركة لها مساكن وشقق صغيرة تسلمها للمهندسين المغتربين فاستلم جاسم شقة منها وفرح جدا بها وكان معه صديقان احمد وعلي زملاؤه بالشركة وكانا مقيمان بالشقة قبله وكانا طيبين مثله وعلى خلق ومتزوجين ولهما اولاد المهم اقام بينهما وكان سعيدا بهما وهما سعيدان بهذا الشاب الخلوق .
مر اليوم سريعا وهو في شقة الشركة يسال ويستفسر عن نظام العمل وتارة يلعب معهما الطاولة وتارة يعدون طعام الغداء والعشاء ويخرج ليتعرف المنطقة ولكن الجلوس أمام البحر كان احب شيء لديه يجلس امامه بالساعات دون ان يشعر وكأنه يشكو له بعد حبيبته وأمنيته في ان يلقاها او يسمع عنها مايطمئنه .
ومر اليوم سريعا يتلوه يوم يتلوه أسبوع وجاسم يتقدم في عمله وينال حب ورضا رؤسائه ولكنه رغم سعادته بذلك لم ينس سمر إذ كان يتمنى ان لو كانت شريكته في تلك السعادة وتشاركه حياته أيضا .
كان جاسم رغم بشاشته مع الجميع الا انه يبدو حزينا كأنه يفتقد شيئا ما وعندما يسألونه عن سبب هذا الحزن يقول لهم ابدا هو فراق اسرته فقط وامه التي يحبها كثيرا واباه ولكن لايعلمون انه الم الفراق للمحبوبة .
وفي يوم من الايام عندما رجع جاسم من العمل في نهاية اليوم واسلم نفسه رأسه الى يديه ليغرق في بحر الذكريات ويتذكر حبيبته ويتذكر وعد صديقتها سعاد ان تكلمه يقول ياالهي مر شهر ولم تكلمه سعاد لتخبره عن سمر ياترى ماالأمر ؟هل نسيت سعاد ؟أم ان مكروها أصاب سمر ولم تشأ سعاد أن تحمله فوق احزانه ؟ويدق جرس التليفون ويرد زميله الاستاذ أحمد ثم يخبر جاسم أن هناك صوت لطيف يريد محادثته تقول انها معرفة قديمة ولم تخبر عن اسمها فهرع جاسم وانتفض من سريره ولكنه توقف لحظة يخمن من تكون المتصلة ؟!اهي سعاد ام أن سعاد اعطت رقمه لسمر لتكلمه بنفسها ؟!
هذا ماسنعرفه في الفصل الثالث فانتظرونا

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.