رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 27 ديسمبر 2024 12:26 ص توقيت القاهرة

رغبة الإتيان وسعادة الإهتمام

 
بقلمي جمال القاضي

(رغبة الإتيان وسعادة الإهتمام ومابين هذا وذاك مشكلات اجتماعية تفسد العلاقات الزوجية )

قد يظن القارئ لكلماتي أن محتوى المقال هو محتوى يشمل جانبا من الإيباحية  أو شيء من ذلك، لكن سنتحدث في مقالنا  عن أحد الموضوعات التي هي سببا في الكثير من المشكلات الإجتماعية والتي يخاف أن يخاف أن يقترب أحد منها كونها تتعلق بشكل كبير بالعلاقة الزوجية ومدى التأثير على استمرارها أو انتهائها بالطلاق وتشرد أفرادها وبالتالي يصبح كل منهم فريسة للفساد والمفسدين مما قد يؤثر على المجتمع كله .

دعونا نخوض في عمق هذا الموضوع ونفرد لها مساحة اكبر في الحديث لنضع أيدينا على مايفسد العلاقات بين الزوج وزوجته .
 
نعلم جيدا أن مكونات الإنسان تنقسم إلى نوعين من  المكونات وهما المكونات المادية أو الجسدية، والمكونات الروحية أو المعنوية، تتمتع المكونات المادية أو الجسدية بشهوات تستوجب الإشباع من جنس وطعام وشراب واخراج وغيرها، بينما تتمتع المكونات المعنوية أو الروحية بشهوات ايضا لكنها بشكل  مختلف نوعا ما ومنها الأمن والسكون والسعادة وغيرها فهي شوات قد نطلق عليها مصطلحاً آخر وهو رغبات .

ومفردات السعادة في هذه الحياة ويرغب فيها جميع البشر باختلاف اجناسهم هي شهوة، ورضا، واهتمام من اطراف  العلاقة بين الزوجة والزوجة، وبفقدان احد هذه العوامل لم تكتمل ابدا السعادة بين الزوج والزوجة .

وهذه المفردات السابقة تختلف في أهميتها فيما بين الزوج والزوجة، وكل على حسب مقاصده الشخصية وفهمه للعلاقة الزوجية، فقد يرى بعض الأزواج وليس جميعهم  أن سعادته تكتمل باتيان زوجته وافراغ شهوته دون الأخذ في الإعتبار رضاها عن ذلك أو رغبتها في هذه الشهوة ودون أن يختار لها توقيتاً يوافق رضاها عن ذلك ودون الإلتفات مطلقا لرغبتها أو عدم رغتها وقبولها لهذا الأمر، فلو كانت السعادة مجرد افراغ من أو افراغ من الى، لكانت الأنثى المغتصبة في قيمة سعادتها حين إغتصابها، لكننا نراها تصاب بأمراض نفسية خطير قد تؤدي بها الى الإنتحار بعد هذا الإغتصاب، ولذا فوجهة نظر الرجل هنا تكون خطأ في فهمه عن السعادة الزوجية كونها مجرد افراغ للشهوة وفقط .

ولكي يتضح الأمر ويصبح جلياً أمام الجميع وفهمه فهماً كاملاً علينا أن نقسم الشهوات الجنسية ،
حيث أنها تنقسم لثلاثة أنواع  وهي : 
1-  شهوة اغتصاب
2- شهوة مجاملة
3- شهوة رضا ورغبة 

وعن الشهوة الأولى شهوة الإغتصاب ، فمجبرة عليها الأنثى دون تحكم أو إرادة منها ودون رغبة فيها، فهي غير مرغوبة اطلاقا من جميع السيدات لما لها من عواقب نفسية وجسدية خطيرة وليس لها دوراً أو تأثيراً في سعادة الأنثى .
 
أما الشهوة الثانية وهي شهوة المجاملة، فهذه تنتشر على نطاق واسع لتشمل مجموعة كبيرة من الزوجات خاصة تلك التي كان زواجها مبني على عدم رضا منها على زواجها وارتباطها بشخص لم تكن ترغب فيه من البداية، أو أن أسرتها قد فرضت عليها هذا الشخص ليكمل معها الحياه أو أن رأيها قد تم تهميشه ولم يؤخذ في الإعتبار من البداية ولم يلتفت ابدا لهذا الرأي أو الرفض لهذا الزوج، رغم ان رأيها من الرفض أو القبول هي من صميم الشرع والدين .

لذا كانت معظم المشكلات مابين الزوج وزوجته بسبب ذلك الأمر، فرغم ان سعادة الزوج كما ذكرنا وكما يراها البعض هو أن تسلم الزوجة نفسها لزوجها بصرف النظر في أن كان هذا برغبة أو بدون رغبة، لكن بعض الرجال يرى أن سعادته لم تكتمل ابدا مع هذا التسليم، لشعوره الداخلي بأن شهوته واتيانه لزوجته كان يجب أن يكون بعد رضاها ليصبح الأمر بعدها معقدا لتطفو فوق العلاقة مشكلات اجتماعية قد تصل بهما لطريق طويل ينتهي بعدها بالطلاق وبعد رحلة طويلة من الخصام فيما بينهما .

ولما كان مع تسليم الزوجة نفسها للزوج تسليما لم يوافق رضاها وكانت مغتصبة عليه، لتصبح طوع امر شهوة الزوج لذا فقد فقدت هي الآخرى أهم عامل من عوامل سعادتها الأمر الذي جعلها لن تشعر بسعادة داخلية والشعور بالنقصان  والحرمان العاطفي والشعور ايضا بأن شيء ما لم يكتمل الأ وهو سعادة الإهتمام .

وعن الشهوت الأخيرة وهي شهوة الرضا والرغبة، فتلك قد اكتملت فيها مفردات السعادة بين الزوجين، فهذا يرغب فيها وقد اختار لها توقيتاً يناسب موافقة ورضا زوجته فقد توافقت اشباع رغبات الجسد مع الرغبات المعنوية فلو كان غياب آحد هذه الرغبات، ابدا لم تكتمل السعادة  بين الزوج وزوجته، ومع هذا الرضا بينهما تنبت بذور الحب فيما بينهما لثمر ثماراً يكون حصادها ابناءًا أسوياءً يخلو جسدهم من الأمراض العضوية أو النفسية التي تنتشر بين الأسر الغير موفقة في زواجها منذ البداية كما نرى الآن حولنا في مجتمعا المعاصر .

واخيرا :

علينا أن نعلم جميعا أننا بشر، نمتلك من الشهوات مايستدعي ضرورة اشباعها بطرق مشروعة تتوافق مع الشرع والدين والعرف والتقاليد، تبنى فيها العلاقة بين الزوج والزوجة على أسس من الرضا والقبول ويبقى التسليم بالرضا هو من اهم السبل التي تدخل السعادة على نفس كل منهما، وتدحر وتسحق المشكلات بل وتقتلع جذورها التي قد تعترض كل منهما وتعيق الإستمرار في المضي في هذه العلاقة التي هي من أرقى وأسمى العلاقات الإجتماعية .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.