رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 8 سبتمبر 2025 11:15 م توقيت القاهرة

سجد له الحجر والشجر.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا أما بعد لقد نشأ النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم يتيما فآواه الله تعالى، وعائلا فأغناه الله، فقد توفي والده عبد الله وهو صلى الله عليه وسلم حمل في بطن أمه، وأرضعته ثويبة أياما، وهي مولاة لأبي لهب، ثم أرضعته السيدة حليمة السعدية في البرية، وأقام عندها في بني سعد نحوا من أربع سنين، وشق عن فؤاده هناك وهو يلعب مع الغلمان، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فإستخرج القلب فاستخرج منه علقة.
فقال هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست" من ذهب بماء زمزم ثم لامه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره، فقالوا إن محمدا قد قُتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره" وعند هذه الحادثة العظيمة خافت عليه حليمة السعدية رضي الله عنها، فردته إلى أمه السيدة آمنة بنت وهب، فخرجت به أمه إلى المدينة، تزور أخواله، ثم رجعت متجهة إلى مكة فماتت في الطريق بالأبواء، بين مكة والمدينة، وعمره صلى الله عليه وسلم ست سنين وثلاثة أشهر وعشرة أيام، ولما ماتت أمه كفله جده عبد المطلب، فلما بلغ ثماني سنين وتوفي جده وأوصى به إلى عمه أبي طالب لأنه كان شقيق عبدالله بن عبدالمطلب فكفله، وأحاطه أتم حياطة، ونصره حين بعثه الله، أعز نصر، مع أنه كان مستمرا على شركه إلى أن مات.
فخفف الله بذلك من عذابه بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال صلى الله عليه وسلم "هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" وفي لفظ "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه دماغه" وخرج مع عمه أبي طالب إلى الشام في تجارة، وهو ابن ثنتي عشرة سنة، وذلك من تمام لطفه به، لعدم من يقوم به إذا تركه بمكة، فرأى عبد المطلب وأصحابه ممن خرج معه إلى الشام من الآيات فيه صلى الله عليه وسلم ما زاد عمه في الوصاة به، والحرص عليه، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال خرج أبو طالب إلى الشام، وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرّون به فلا يخرج إليهم، ولا يلتفت.
قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال له أشياخ من قريش ما علمك؟ فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبقي شجر ولا حجر إلا خرّ ساجدا، ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة " الحديث وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أظلته غمامة ومالت الشجرة بظلها عليه، وأمر الراهب أبا طالب بالرجوع به إلى مكة؛ لئلا يراه اليهود؛ فيحصل له منهم سوء، فأرسل به عمه إلى مكة، فاللهم انصر المجاهدين، اللهم انصر المجاهدين في فلسطين، وفي جميع أراضي المسلمين أجمعين، اللهم اهدي شباب المسلمين، وأصلح نساءهم، واهدي فتياتهم، وجنبهن المعاكسات، وجنبهن التبرج والسفور.
وأبعد عنهن الإختلاط في الوظائف والتعليم، بمنك وكرمك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك، وأيدك بتأييدك واجعل عمله في رضاك، اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، برحمتك يا أرحم الراحمين، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.