شواهد عديدة تخفى فى طياتها هواجس غير مريحة بالمرة ، خاصة وأنها أتت متزامنة بشكل يوحى بأن لها صانع ومحرك لايعرف أحد سقف طموح هدفه النهائى ، وأيرز هذه الشواهد اسقاط عضوية توفيق عكاشة فى مشهد أقل ما يوصف به أنه "عبثى" ، فالنواب ينبه عليهم من رئيس مجلسهم بضرورة الحضور غدا لأمر هام ، فيحضرون وكلهم فى "دعم مصر" على قلب رجل واحد لإسقاط " مفجر ثورة 30 يونية" ، دون مراعاة إلى أن ما أنتهت اليه اللجنة الخاصة لم تطالب بذلك ، وإنما طالبت بشىء آخر ، و بوضوح تام .
أعرف أن نواب من "دعم مصر" وخارجه أسقطوا عضوية الرجل ، ولكن الغالبية كانت منه ، وأخطر ما فى هذا الأمر ، أنه يعيد استنساخ وانتاج كيان سياسى وبرلمانى أشبه إلى حد كبير بالحزب الوطنى المنحل ، مع اختلاف كبير ، يتمثل فى أن "الوطنى" كان أكثر ذكاءا وأكثر دبلوماسية وكياسة وفطنة فى التعامل مع الخصوم السياسيين تحت قبة البرلمان ، فما بالك ، وأن توفيق عكاشة كان ركيزة أساسية من ركائز ثورة إسقاط حكم الإخوان ، وبالتالى فإن التضحية به بهذه السرعة والسهولة دون بذل أى جهد لإحتوائه توحى بشىء خطير للغاية وهو أن النظام يأكل رجاله ، وهذا ما كان يمكن أن يحدث لو أن هناك الحد الأدنى من الخبرة السياسية والبرلمانية لدى من فكروا فى اسقاط عضويته ونفذوا خطتها بهذ الشكل الذى رأيناه .
الشاهد الثانى على مسرح الأحداث ، على علاقة وطيدة بالشاهد الأول ، ويتمثل فى أن قضية توفيق عكاشة كقضية إعلامية قد سيطرت على الإعلام المصرى بشقيه الحكومى والخاص ، لدرجة أن الإعلام " صحفا ومواقع اخبارية وقنوات فضائية" انشغل بها أكثر بكثير من الإنشغال بجولة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأسيوية ، وهذا شاهد له مدلول خطير للغاية ، ويوحى بأمرين ، فإما أن تكون مرحلة التوجيهات قد ولت وإنتهت ، وإما تحركات الرئيس قد شابها فتور من جانب الشعب ، دفعت القائمين على الاعلام والصحافة إلى التعامل معها كما لو كانت أحداث عادية، خاصة وأن الرئيس يعتبر فى كل خطاباته أن ما تم التوقيع عليه لتنفيذه ، سواء توقيع مبدئى أو نهائى بمثابة إنجاز أشبه بالإعجاز ، وبالأخص الكهرباء التى زادت إلى أكثر من الضعف بحسابات ما تم الاتفاق على تنفيذه ، وليس بحساب ما تم تنفيذه على أرض الواقع ، مع التأكيد هنا على أن الرئيس حقق إنجازات فعليه على صعيد الكهرباء ، ولكنها لا تتجاوز نسبة 10% .
وبين هذا وهذاك ، يوجد شاهد ثالث لايقل أهمية من حيث المدلول ، ويتمثل فى تصريحات رئيس الهيئة القومية للانفاق ، فقد أكد أن القطار المكهرب قد تم إلغائه ، مستدللا على ذلك بسحب المشروع من الهيئة القومية للانفاق واسناده الى هيئة سكك حديد مصر ، وهو ما يعنى أنه سيكون قطار عادى ، لأن الهيئة الأخيرة ليس بها أنفاق ولا تعمل فى مجال الأنفاق ، ومكمن خطورة هذا الشاهد أن الصين هى التى كانت ستنفذ المشروع وتموله ، وبالتالى يثير علامات إستفهام عديدة حول مصير باقى المشروعات التى قيل أن الصين قررت تنفيذها وتمويلها .، فضلا عن أنه يثير نفس التساؤلات بشأن باقى الأستثمارات بوجه عام .
الشاهد الرابع والذى أعتبره أخطر الشواهد المقلقة ، هو تناول الإعلام بقنواته وصحفه لزيارات الرئيس بمنطق الفهلوة ، وتكرار الضيوف الذين تضحك من كلامهم المرسل الذى لا يختلف فى أى شىء عن كلام العوام ، فمثلا لم نجد أحد يدرك لماذا اختار الرئيس السيسى أن يزور كازاخستان من بين دول الكومنولث الروسى ، وهذا أمر يعكس سطحية إعلامية وثقافية تضرب أحد ركائز القوة الناعمة للبلد فى مقتل ، ولكى تتضح رسالتى ويتضح مقصدى هنا بشكل أكبر ، سألفت الانتباه نا إلى أن مستشار جيمى كارتر للأمن القومى قال فى كتابه "رقعة الشطرنج" عقب سقوط الاتحاد السوفيتى السابق أن كازخستان هى الجائزة الكبرى لأمريكا للهيمنة على العالم العربى ، أى " لـ ......." ، وهو ما يتم تنفيذه بالفعل ، ونكتفى نحن تجاهه بردود الفعل
سعيد نصر يكتب : "عكاشة" يتقدم على "السيسى" برغم السقوط !
شواهد عديدة تخفى فى طياتها هواجس غير مريحة بالمرة ، خاصة وأنها أتت متزامنة بشكل يوحى بأن لها صانع ومحرك لايعرف أحد سقف طموح هدفه النهائى ، وأيرز هذه الشواهد اسقاط عضوية توفيق عكاشة فى مشهد أقل ما يوصف به أنه "عبثى" ، فالنواب ينبه عليهم من رئيس مجلسهم بضرورة الحضور غدا لأمر هام ، فيحضرون وكلهم فى "دعم مصر" على قلب رجل واحد لإسقاط " مفجر ثورة 30 يونية" ، دون مراعاة إلى أن ما أنتهت اليه اللجنة الخاصة لم تطالب بذلك ، وإنما طالبت بشىء آخر ، و بوضوح تام .
أعرف أن نواب من "دعم مصر" وخارجه أسقطوا عضوية الرجل ، ولكن الغالبية كانت منه ، وأخطر ما فى هذا الأمر ، أنه يعيد استنساخ وانتاج كيان سياسى وبرلمانى أشبه إلى حد كبير بالحزب الوطنى المنحل ، مع اختلاف كبير ، يتمثل فى أن "الوطنى" كان أكثر ذكاءا وأكثر دبلوماسية وكياسة وفطنة فى التعامل مع الخصوم السياسيين تحت قبة البرلمان ، فما بالك ، وأن توفيق عكاشة كان ركيزة أساسية من ركائز ثورة إسقاط حكم الإخوان ، وبالتالى فإن التضحية به بهذه السرعة والسهولة دون بذل أى جهد لإحتوائه توحى بشىء خطير للغاية وهو أن النظام يأكل رجاله ، وهذا ما كان يمكن أن يحدث لو أن هناك الحد الأدنى من الخبرة السياسية والبرلمانية لدى من فكروا فى اسقاط عضويته ونفذوا خطتها بهذ الشكل الذى رأيناه .
الشاهد الثانى على مسرح الأحداث ، على علاقة وطيدة بالشاهد الأول ، ويتمثل فى أن قضية توفيق عكاشة كقضية إعلامية قد سيطرت على الإعلام المصرى بشقيه الحكومى والخاص ، لدرجة أن الإعلام " صحفا ومواقع اخبارية وقنوات فضائية" انشغل بها أكثر بكثير من الإنشغال بجولة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأسيوية ، وهذا شاهد له مدلول خطير للغاية ، ويوحى بأمرين ، فإما أن تكون مرحلة التوجيهات قد ولت وإنتهت ، وإما تحركات الرئيس قد شابها فتور من جانب الشعب ، دفعت القائمين على الاعلام والصحافة إلى التعامل معها كما لو كانت أحداث عادية، خاصة وأن الرئيس يعتبر فى كل خطاباته أن ما تم التوقيع عليه لتنفيذه ، سواء توقيع مبدئى أو نهائى بمثابة إنجاز أشبه بالإعجاز ، وبالأخص الكهرباء التى زادت إلى أكثر من الضعف بحسابات ما تم الاتفاق على تنفيذه ، وليس بحساب ما تم تنفيذه على أرض الواقع ، مع التأكيد هنا على أن الرئيس حقق إنجازات فعليه على صعيد الكهرباء ، ولكنها لا تتجاوز نسبة 10% .
وبين هذا وهذاك ، يوجد شاهد ثالث لايقل أهمية من حيث المدلول ، ويتمثل فى تصريحات رئيس الهيئة القومية للانفاق ، فقد أكد أن القطار المكهرب قد تم إلغائه ، مستدللا على ذلك بسحب المشروع من الهيئة القومية للانفاق واسناده الى هيئة سكك حديد مصر ، وهو ما يعنى أنه سيكون قطار عادى ، لأن الهيئة الأخيرة ليس بها أنفاق ولا تعمل فى مجال الأنفاق ، ومكمن خطورة هذا الشاهد أن الصين هى التى كانت ستنفذ المشروع وتموله ، وبالتالى يثير علامات إستفهام عديدة حول مصير باقى المشروعات التى قيل أن الصين قررت تنفيذها وتمويلها .، فضلا عن أنه يثير نفس التساؤلات بشأن باقى الأستثمارات بوجه عام .
الشاهد الرابع والذى أعتبره أخطر الشواهد المقلقة ، هو تناول الإعلام بقنواته وصحفه لزيارات الرئيس بمنطق الفهلوة ، وتكرار الضيوف الذين تضحك من كلامهم المرسل الذى لا يختلف فى أى شىء عن كلام العوام ، فمثلا لم نجد أحد يدرك لماذا اختار الرئيس السيسى أن يزور كازاخستان من بين دول الكومنولث الروسى ، وهذا أمر يعكس سطحية إعلامية وثقافية تضرب أحد ركائز القوة الناعمة للبلد فى مقتل ، ولكى تتضح رسالتى ويتضح مقصدى هنا بشكل أكبر ، سألفت الانتباه نا إلى أن مستشار جيمى كارتر للأمن القومى قال فى كتابه "رقعة الشطرنج" عقب سقوط الاتحاد السوفيتى السابق أن كازخستان هى الجائزة الكبرى لأمريكا للهيمنة على العالم العربى ، أى " لـ ......." ، وهو ما يتم تنفيذه بالفعل ، ونكتفى نحن تجاهه بردود الفعل
إضافة تعليق جديد