رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 23 أبريل 2024 9:13 ص توقيت القاهرة

صفات الوصوليين في زمن الفتن والمصالح والتلون

حوار يثرب محمد/ مع الصحفى عبدالحفيظ موسى 
لا يشك لأى عاقل أو متابع أننا في زمن يطغى عليه كثرة التقلبات والتغييرات، في العديد من النواحي والمجالات، فعقديا اضطرب بل ضعف جانب الولاء والبراء، وأخلاقيا انعدمت العديد من القيم، وسلوكيا تقهقرت الكثير من المبادئ، وثقافيا تبدلت واضطربت نسبة كبيرة من المفاهيم، حتى تكرست حالة أصبحت سمة ظاهرة في العديد من المجتمعات، وتفاقمت يوما بعد يوم، وأخذت العديد من الصور والأشكال، لتكون كالنار التي تكاد تكون “الوصولية ” من أخطر وأفتك الأمراض التي من شأنها تدمير المجتمعات والشعوب، وقبل الحديث عن تلك الحقيقة ومعناها ومظاهرها وأشكالها، لابد من التنويه والتنبيه لحقيقة هامة جدا هي حصانة ووقاية وصمام أمان من هذه الآفة، كتوطئة لهذا الموضوع، واستحضارها بجميع شؤوننا ومراحل حياتنا.
 استاذ :عبدالحفيظ من هو الشخص الوصولى؟
الوصولي هو الشخص الفوقي الذي يضع نفسه بالمقدمة بلا تردد أو حياء ولا خجل أو شعور ولا يتراجع مهما كانت العواقب، ولا يكترث بأي رادع.
هل تختلف صفة الوصولية من شخص وآخر ؟
للوصولي العديد من المظاهر والأشكال والهيئات والتوصيفات كما تختلف من بيئة لبيئة ومن زمن  وبحسب الأحوال والمعطيات واقتناص الفرص والمتغيرات، وقد يشترك بأكثر من مظهر ويفترق مع غيره بهيئات أخرى، يحدد ذلك طبيعة الوسائل والمصالح والمطامع المنشودة، وبحسب الطموحات وتسلق المناصب والوجاهات.
ماهى اشكال الوصولية ؟
من أشكال الوصولية في زماننا، هو من يسعى لتحقيق أهدافه وغاياته ومصالحه، بأية صورة ووسيلة مشروعة أم لا، ويستثمر علاقته بالآخرين حتى لو كانت على حساب مبادئه، وعمقه المجتمعي حتى لو تعارض مع ثوابته وسلوكه، وبيئته حتى لو كانت على حساب القيم والمبادئ واحيانا  يستعمل البعض سياسة ” الأنا ”  وعدم الاعتراف بالآخرين ومن مد يدة بالخير وانتشلة من القاع للقمة  القارونية ونسبة الخير لنفسه وإنكار جهود الآخرين، وهذه صفات الوصوليين في زمن الفتن والمصالح والتلون، أضف إلى ذلك سياسة التدليس والانتهازية للوصول إلى القمة على حساب  الآخرين وسياسة الوصاية وإقصاء الآخر واحتقار جهوده، بنظرة فئوية ضيقة، وتقريب البعيد وإبعاد القريب بمعايير غير مهنية، وإذا سند الأمر إلى غير أهله فانتظر الفشل مهما حقق الوصولى من نجاحات ومن مظاهر الوصولين عدم الاعتراف بصاحب الفضل والبذل والعطاء، إما لأسباب شخصية أو فئوية، أو لأن إظهار الحقائق يتقاطع مع الوصول لأغراض وأهداف ضيقة، حتى لو كان من تم إقصائهم لهم باع وفضل على أولئك.
والمنافق الوصولى ليس له مبدأ ثابت ولا طريق واضح، يتلون كما تتلون الحرباء، مع تميزه باللعب في العبارات والتناقض في التصريحات، والاضطراب في المواقف والملمات، فهو مع الريح والسائد والغالب، موقفه متذبذب لا يستقر إلا وفق هواه ونظرته القاصرة.
أستاذ :عبدالحفيظ هل الوصولى يسعى للظهور ف كل المحافل رغم ضعف إمكانياته الثقافية والمهنية ؟
نعم من مظاهر الوصولي أنه مولع بالتقاط الصور، ويعشق تسليط الأضواء، ويهوى التصفيق من غير نقاش أو تحمل أي نقد بناء، ويسمح لنفسه بموعظة الناس، والضحك على الذقون بأنه منهم وهم منه، وهم جميعا أخوة وأبناء، إلا أنه لا يقبل الموعظة من أحد والتوجيه، ويتيح لنفسه تصنيف الآخرين بما يحلو له من أوصاف، مع رفضه آراء غيره فيه
هل الوصولى لدية الشجاعه لمواجهة الحقائق ؟
ليس لدى الوصولي الشجاعة الكافية لمواجهة الحقائق الدامغة والحجج البينة والبراهين الساطعة، ولا يتمكن من اتخاذ قرارات حازمة قوية حاسمة، حتى لا يفقد بعض المؤيدين من خلال مجاملتهم ومداهنتهم على حساب الحق وأهله، وبمجرد انكشاف مواقفهم الزائفة وتصدع صفوفهم، يبدأون بالتظلم واختيار لين القول، وتغيير المواقف حتى لو اضطرهم الأمر التعامل مع شياطين الجن والإنس، محاولين إرضاء جميع الأطراف بالكلام المعسول والكذب والنفاق والتلبيس والتقرب للآخرين وإيهامهم أنهم الأفضل.
والوصوليون يهابون من يتفوق عليهم ويخشونه ويحسبون له الحسابات، مع تربصهم به ومحاولة تشويه سمعته وتدميره، بكل الطرق والوسائل حتى التي تتنافى مع أبسط الأخلاق والقيم والمبادئ، للوصول لأهدافهم وتحقيق مآربهم.
هل الوصولى المنافق دائما يشعر بالنقص ؟
مع سيدتى:الوصولي ينطلق من منطلق الإحساس بالنقص وعدم الثقة بالنفس إذ يحاول الإثبات بأنه الناجح دون سواه، وأنه الصواب دون غيره، لذلك يحاول دائما الحديث على خصومه والترصد لهم وتتبع العثرات، مع سوء الظن وتحميل مواقفهم وسلوكهم ما لا تحتمل، لأن مبادئهم مطاطية هلامية تتغير حسب الظروف 
أستاذ:عبدالحفيظ هل وجهت شخصيا تلك الأشخاص وتعاملت نعم فعليا وهل ندمت على مساعدتهم ؟
نعم وهذا ليس بزمن بعيد ولكن لم اندم ابدا عن خير قدمتة لهذة النوعية الوصولية ولكن بالتأكيد بعد كشفى لتندنى أخلاقهم توقفت عن التعامل معهم واعتبرتهم فى طى النسيان
اخيرا اتقدم بخالص شكرى وتقديرى لحضرتك أستاذتنا الصحفى والمعلم الفاضل واتمنى تجديد الحوار فى فى قضايا إنسانية وأخلاقية قريباً بإذن الله
تحياتى الصحفية والإعلامية: يثرب محمد

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.