رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 4 أغسطس 2025 4:40 م توقيت القاهرة

طهطا وشطورة تنتصران لصوت العقل والوعي

كتب ضاحى عمار
في أول أيام انتخابات مجلس الشيوخ، بدأت مدينة طهطا وقرية شطورة بسوهاج في رسم مشهد انتخابي مختلف عن أي وقت سابق، حيث سادت حالة من الوعي والحماس في أوساط المواطنين، وامتلأت لجان الاقتراع بالناخبين منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، الاثنين 4 أغسطس 2025. المشهد كان أقرب إلى عُرس ديمقراطي حقيقي، تخلّى فيه الأهالي عن الخلافات القديمة، وتجاوزوا الحساسيات القبلية المعهودة، في رسالة واضحة بأن المرحلة تتطلب التكاتف لا التناحر.
اللافت في اليوم الأول كان الإقبال الكثيف من أهالي شطورة، الذين ضربوا مثلاً يُحتذى به في الالتزام بالمشاركة السياسية، حيث شهدت مقار اللجان تدفقًا من الرجال والنساء وكبار السن وحتى الشباب، وهو ما عكس إدراكًا متزايدًا بأهمية المرحلة ودور مجلس الشيوخ في رسم السياسات والتشريعات المرتقبة. حمل البعض أعلام مصر، وارتدى آخرون تيشرتات مطبوع عليها شعارات داعمة لمُرشحهم، بينما تولى الشباب توجيه كبار السن ومساعدتهم في الوصول للجان.
الصحفي إسلام موسى، أحد أبناء طهطا، وصف المشهد بأنه مش بس تصويت، ده استفتاء على وعي الناس وأكد أن هذا الحراك الواسع لا يُعبر فقط عن دعم لمرشح بعينه، بل عن رغبة جماعية في كسر النمط القديم القائم على العصبيات. وأشار إلى أن أهالي طهطا اليوم يقدمون نموذجًا في الهدوء والنظام، بعدما كانت الانتخابات السابقة تمثل حالة من التوتر والشد والجذب.
ومن جانبه، أكد الصحفي عماد شومان أن ما يميز هذه الانتخابات هو تراجع روح القبلية لصالح المصلحة العامة، مضيفًا أن الناس باتت تدرك أن المعيار الحقيقي للاختيار هو الكفاءة والقدرة على تمثيلهم تحت قبة الشيوخ، مشيرًا إلى أن البعض ترك خلافاته الشخصية جانبًا وقرر أن يصوت لمن يرى فيه الأجدر، وهو ما يُعد تحولًا كبيرًا في الوعي السياسي الشعبي.
ما يحدث في طهطا وشطورة اليوم هو بمثابة اختبار ناجح على طريق التحول الديمقراطي، فالمواطنون لم يعودوا أسرى لنداءات الجهة أو القبيلة أو الوعود القديمة، بل أصبحوا يبحثون عن صوت يُعبّر عنهم بحق. والجميل أن كثيرًا من الحوارات الجانبية داخل اللجان لم تكن عن من سيفوز، ولكن عن كيفية دعم المرشح الفائز مستقبلًا ليكون صوتًا حقيقيًا لأهل الدائرة.
الواضح أن ما بدأ اليوم في طهطا وشطورة لن ينتهي بانتهاء التصويت، بل هو بداية لمرحلة جديدة من المشاركة الفعالة التي تتجاوز صندوق الاقتراع إلى المراقبة والمتابعة والمطالبة بتحقيق الوعود. وقد يكون هذا الزخم هو الوقود الحقيقي لأي إصلاح سياسي حقيقي في قادم الأيام. وإذا استمرت هذه الروح، فمن المؤكد أن هذه الدوائر ستكون في مقدمة المناطق التي تُضرب بها الأمثال في الوعي السياسي والانتماء الوطني

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 18 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.