رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 24 أغسطس 2025 6:29 م توقيت القاهرة

عليكم بالتخصص فإنه النجاح

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لااله الا هو و اليه المصير، الحمد لله الذي يقول للشئ كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه و برحمته كشف الضر عن يونس اذ ناداه، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،صلى الله وسلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله و سلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أمته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ثم أما بعد إن من أهم الأمور حتي تستقيم الحياة هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ويا للعجب المثير للدهشة في العقول من كثير من شباب هذه الأمة الذين يرفلون في التميز بمستواهم العلمي العالي والمتخصص في العلوم البحتة مثل الصيدلة أو الكيمياء. 

أو طرق التربية أو الطب أو الزراعة أو الهندسة ثم يهمل دراسته ويرضى بمستوى دون المتوسط فيها طمعا أن يكون من علماء الوعظ أو الحديث أو التفسير أو من المبرزين في الإعلام، وبدلا من أن يكون حضوره الأول في قاعات دراسته وتخصصه فإذا به يهدر الوقت والجهد في غير مجاله وحاله كشجرة التفاح التي تؤمر عبثا أن تنتج بلحا، وهذا محال، فلماذا قعد المتخصصون أدراج الغياب عن مسئولياتهم وعطلوا مواهبهم في زمن الطلبنة الحقيقية التي ستثمر بُرّا وعسلا عليهم وعلى أمتهم بعد تخرجهم ولماذا هذه الحيرة والتشاغل المدهون بطلب العلم، إن هذه الطريقة لا تخرج عالما خبيرا بما يقول بل إنها تفرخ ألسنة مقلدة ناقلة للآراء فقط، والله تعالى حينما أمرنا بطلب العلم قد ندب طائفة منا فقط، طائفة واحدة وليست كل الطوائف. 

فمن تخصص في غيرها في دراسته فليبدي فيها نبوغا وهمة، فما علاقة دارس الطب أو أصول التربية أو الفلسفة أو الصيدلة بأمور بعيده عن ذلك ؟ ومن هو الذي أقنعه بولوج هذه الأبواب؟ وإبتعادهم عن دراستهم ومناهجهم، ولقد فرض الله تعالى دراسة العلم الشرعي والتفقه في الدين وندب إليه مجموعة متخصصة ويجب على كل ما عداها أن يفرغ إلى حمله ويتحمل مسئوليته في الحياة، وقد ضبط الإسلام الحنيف أخلاق أتباعه في ميدان العمل وفرض عليهم بذل الجهد وإتقان العمل لوجه الله تعالي لا لمراءاة الناس، فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " وكما فرض الإسلام على أتباعه في مجال العمل عدم الغش للسلعة، ومن أخلاق العمل في الإسلام أن لا 

أن لا يأنف من أي عمل ما دام مباحا لأنه لو كان في قطر أجنبي لقام بأي مهنة وعد نفسه بقبوله فيها من المحظوظين فليفعل ذلك في بلده بإختيار حرفة تكفي مطالبه فربما يرفع الله تعالي بها شأنه ولو بعد حين وأن يصبر على لأواء البدايات فإنها ليست نزهة في وقت الأصيل، وهكذا كان الإمام علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه بعد هجرته وقد ترك أملاكه في مكة وإستوطن المدينة قد لا يجد ما يسد به رمقه فيقول " جعت بالمدينة جوعا شديدا فخرجت لطلب العمل في عوالي المدينة فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمر فعددت ستة عشر ذنوبا حتى محلت يداي ثم أتيت الماء فصببت منه ثم أتيتها فقلت يكفي هذا فعدت فيها ستة عشرة تمرة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأكل معي منها "

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
7 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.