رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 30 ديسمبر 2024 6:54 م توقيت القاهرة

عماد الحياة الأسرية

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 18 سبتمبر 2024
الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لااله الا هو و اليه المصير، الحمد لله الذي يقول للشئ كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه وبرحمته كشف الضر عن يونس اذ ناداه وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله و سلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله و سلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار، ونسال الله تعالى أن يجعلنا من امته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ثم أما بعد إن عماد الحياة الأسرية المودة والرحمة والحب والألفة والتسامح، ولم يقف الإسلام في توجيه الرجل إلى حسن العشرة فحسب رعاية للأسرة وحماية لها، بل حث المرأة على مثل ذلك، وإن من اجل الأسباب المؤدية إلى حسن العشرة معرفة طبيعة كل منهما.

أى أن يدرس كلا من الزوجين طباع الآخر، وما يحب وما يكره، وما يسعده ويحزنه وهكذا، فعندما جاء الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم  في غار حراء، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى السيدة خديجة رضي الله عنها وفؤاده يرجف وحكي لها ما حدث قالت له " والله لن يخزيك الله أبدا " فقد ذكرت رضي الله عنها صفات زوجها، وميزاته وهذا يعني أنها كانت ترقب زوجها، وتعلم طباعه جيدا، فقد عددت ما فيه من أمور لا يطلع عليها إلا من عاشر الشخص وعرفه معرفة تامة، ومما يدخل في معرفة كل طرف للآخر كذلك معرفة الرجل لطبيعة المرأة وتكوينها العاطفي، إذ إنه يعتريها أمور خاصة تغير من مزاجها النفسي والعصبي، ولذا أرشد الله عز وجل إلى هذه الأعذار لتكون راسخة في أذهان الرجال، فرفع الله عز وجل عن النساء الصوم والصلاة عند المحيض والنفاس. 

وذلك لعلم الله سبحانه وتعالى بحال المرأة في هذه الأوقات، ومن باب الرحمة خفف الله عنها برفع هذه التكاليف عنها في هذه الأوقات فما بال بعض الأزواج يتغافلون؟ وعليه فان من عوامل الحفاظ على هذا الميثاق الغليظ ومما يعد بابا عظيما من أبواب حسن العشرة هو الصبر، فالميثاق الغليظ يتطلب الصبر على الهفوات والتسامح على الزلات ولا بجدر بنا أن ننسى هذا المعيار المهم عند وقوع إختلاف بين زوجين، وهو معيار تذكر الفضل، فهو أساس في التعامل بين الزوجين حيث قال تعالى " ولا تنسوا الفضل بينكم " وكما أن الميثاق الغليظ بقتضى أن ينفق الرجل على بيته، وكما أن الميثاق الغليظ يقتضي أن يحفظ كل من الزوجين سر الآخر، ولاشك أن من حسن العشرة، بل ومن عوامل الحفاظ على الميثاق الغليظ، هو التشاور بين الزوجين إذ يشيع روح المحبة والمودة والتفاهم. 

ويبعث الثقة والطمأنينة في النفس، كما أنه يشعر كل طرف أن الطرف الآخر يحترم فكره ويقدره، والتشاور بين الزوجين مبدأ إسلامي أصيل هدفه الوصول إلي الرضا النفسي والشعور بالإستقرار والمعايشة الوجدانية وتقارب الأفكار، فكما أنه مدخل للتفاهم وتجديد الحب، والعون على تخطى المشكلات، وإستمرار الحياة الزوجية، أما غيابه فهو باب لضياع الحب والتفاهم، كما أن غيابه يؤدى إلى كثرة الخلافات والصدامات، وفقدان الثقة بين الطرفين، فإذا كان القرآن الكريم يذكر التراضي والتشاور بين الزوجين في أمور إرضاع الأطفال وفطامهم فما بالنا بما هو أعظم من ذلك في شئون الحياة وأكثر دواما وأجدر؟ ومنه أيضا هو عدم التهديد بالطلاق أو التلاعب به، فمن مقتضيات الميثاق الغليظ أن يدرك كلا من الزوجين خطورة الطلاق آذ ينبعى أن لا يهدد أحد من الزوجين عند كل خلاف بطلب الطلاق والفراق، ومنه أيضا الشعور بالمسئولية تجاه الزوجية.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.