رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 18 مايو 2025 2:18 م توقيت القاهرة

عندما إشتد الكرب والبلاء على رسول الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الحي العليم السميع البصير القادر، المتكلم بكلام قديم أزليّ هو به ناه وآمر، زين قلوب العارفين بنور هدايته فأضاء منها السرائر ن من رضي بدونه فهو الخائن الغادر، الشقي من حرمه، والسعيد من رحمه، والطريد من حجبه، والقريب من جذبه، والنادم من أهانه والسالم من أعانه، وقد علم الوليّ والعدو والرابح والخاسر، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، سبحانه أوضح الدلالة وبين، وحبب الإيمان إلي المؤمنين وزيّن، وطبع على قلوب الجاحدين فهم يجادلون في الحق بعد ما تبين، أنا خاطيء أنا مذنب أنا عاصي هو راحم هو غافر هو كافي، قابلتهن ثلاثة بثلاثة ولتغلبن أوصافه أوصافي، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، ملأت بنبوته الوجود وأظهر الدين الصحيح. 

فأسفرا، وإستبشر فرحا ببعثته الورى ومحا الضلال كما بذالك خبرا، نص الكتاب مفصلا تفصيلا فصلوا عليه وسلموا تسليما وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه وإتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد إنه عندما إشتد الكرب والبلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، كان لابد من الهجرة للمحافظة على أمر هذا الدين، وحامل هذه الرسالة العظيمة، وقد حاصر عتاة الكفر والإجرام بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه، وينام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بكل شجاعة وبطولة في فراش المصطفى صلى الله عليه وسلم يعمي الله الكفار، ويضع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فوق رؤوسهم التراب إمعانا في إذلالهم، يفاجأ الكفار بما حدث، يعلنون عن جوائز ضخمة لمن يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم. 

فهذه أحداث تتلاحق، والله يؤيد حبيبه ومصطفاه، وعين الله ترعى الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، لا يخشى من ملاحقة الكفار الأشرار الذين أقسموا ألا يتركوه حيا، ويمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ومعه أبو بكر الصديق، ويخشى أبو بكر من بطش الكفار الذين يحاصرون الغار، وبينهم وبين الرسول المختار صلى الله عليه وسلم وصاحبه عدة أمتار "يا رسول الله، لو نظر أحدهم إلى موطن قدميه لرآنا"، لكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يطمئن أبا بكر بأن الله هو الذي يدافع عنهما فيقول له "يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا" فتهدأ نفس أبي بكر الصديق، فماذا بعد حماية ورعاية الله؟ وفي هذه الفترة ظل الأنصار ينتظرون طلوع البدر، طلوع القمر المضيء. 

طلوع رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين، فمرت الأيام وهلت أنوار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهرع أهل المدينة يستقبلون أشرف خلق الله أجمعين، الكل يريد شرف مصافحة الرسول والجلوس إليه صلى الله عليه وسلم، ومرت الأيام ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة التي طرد منها، وفر من عذاب أهلها وجورهم، وسأل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أهلها " يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا أخ كريم، وابن أخ كريم، قال صلى الله عليه وسلم "فإني أقول لكم ما قاله يوسف لإخوته لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء" فقد غفر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لجميع من آذوه وضيقوا عليه وحاصروه، ولم يستجب لشهوة الانتقام برغم إجرام أهل مكة من الكفار، الذين فعلوا به وبأصحابه الأفاعيل، سامحهم وهو القوي العزيز الكريم.

والذي كان بإمكانه بإشارة واحدة بإصبعه أن يطير أعناقهم، وبيّن لهم كيف أن الخير ينتصر على الشر مهما طالت الأيام والليالي، كيف أن الظلم سرعان ما يتهاوى، وأن العدل يجب أن يسود بين بني البشر، فشريعة الشيطان تؤدي إلى الشرور والآثام، وشريعة الله تؤدي إلى العدل والإحسان والخير.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.