أَرى في النَّظْمِ أَسْلِحَةَ الدِّفاعِ
وَفيهِ الحَرْفُ يَهْــجُمُ باليَــراعِ
يُصيبُ الفاسِدينَ بِرُعْبِ خَوْفٍ
وَيَفْزَعُ مَنْ أَصابَ مِـــنَ الرِّعاعِ
لِأَنَّهُ أَبْلَغُ الأدواتِ طَــــــــــعْنا
وَأَقْدَرُها عَلى كَـــشْــــفِ الضِّباعِ
يُعَرِّي بِالبَيانِ وَبِالمَعاني
وَيَكْشِفُ ما اخْتَفى خَلْـفَ القِــناعِ
وما النَّظْمُ لِلأَشْــــــعارِ إِلاَّسِلاحُ
العَــــقْــــــلِ في وَقْـــتِ الدِّفاعِ
عَزَفْتُ بِأَحْرُفي نَغَمَ الحِدادِ
عَلى وَطَـنٍ تَـــبَرْقَعَ بِالفــسادِ
نِظامٌ لا عَدالَةَ تَحْـــــــــتَويهِ
وَشَعْـــــبُ لَمْ يَعِ سُبُـلَ الرَّشادِ
كَاَنَّ ثَقافَةَ الإِذْعانِ أَضْحَتْ
مُلائِمَةً لِمُجْـــتَمَعِ الجَــمـــادِ
وَنَحْنُ كما بُرادُ لنا انْبَطَحْنا
وَلَمْ نَقْـــدِرْ عَلى رَفْــعِ الأَيادي
نَخافُ مِنَ الهُبوطِ وَنَحْنُ فيه
سَقَـطْنا كالقَــــذارةِ في بِلادي
أَلا رُدُّوا على المُتسَــــلِّطينا
بِرَدِّ يَكـــــــونُ لَنا مُعـــــــينا
وَكونوا في مَواقِفِكُمْ شِــــداداً
لِوَقْـــفِ تَغَــــــوُّلِ العُمَلاءِ فينا
فَأَنْتُم لَوْ عَزَمْتُمْ لَاسْتَطَعْــتُمْ
مُنازَلَةَ الطُّغاةِ الحاكِمـــــــينا
تَكالَبَتِ اللُّصوصُ عَلى بِلادي
وَقَهْــقَرَنا التَّخَوُّفُ أَجْمَعـيـنا
وَلَيْسَ لَنا إلى التَّغْييرِ بابٌ
إذا ما الجُـبْنُ شَــلَّ الثَّائِرينـا
مَدارسُنا تدهْورَ مُـــسْتَواها
تُعَلِّـمُ ما تَــشاءُ على هَـــواها
يَسيرُ بها الفَسادُ إلى كَسادٍ
بِفعْلِ الغِــشِّ إذْ فـقـدَتْ رُؤاها
تَلامِذَةُ المَـدارِسِ في بِلادي
أضاعوا الدَّرْسَ فَهْـماً وَانْتِــباها
يُعاني جُلُّهُمْ مِنْ سُـــوءِ فِقْهٍ
وَنَقْــصٍ في العُلومِ وَما تــلاها
وَهذا في الحَقـــيقَةِ طالَ جِدّاً
فَخَلْخَلَ في الدِّراسَةِ مُحْــتواها
أَرى الأُسْتاذَ يُجْلَدُ بِالهَراوهْ
وَيُعْصَرُ بالتَّسلُّطِ والقــساوَهْ
أَلَيْسَ العُنْفُ جُرْماً وَانْتِهاكاًوَما
سَبَبُ التَّصَرُّفِ ِبالــعَداوَهْ
رَأَيْتُ هَراوَةَ الأمْنِ اسْـــتَبَدَّتْ
وَحَـــوَّلَتِ الذَّكاءَ إلى غَبــــاوَهْ
تُهاجِمُ في الرِّجالِ وفي النِّساءِ
وَتَدْفَعُ بِالحياةِ إلى الــــشّـقاوَهْ
وَهذا ما تَسَبَّبَ في اخْتِلالٍ
بِهِ التَّعْليمُ أُسْقِــطَ في غُشــاوَهْ
كَفى صَمْتاً فقدْ عَظُمَ البلاءُ
وَفَوْقَ رُؤوسِنا انْهارَ البِـــناءُ
هَرِمْنا في الشُّعوبِ بِفعْلِ جُبْنٍ
فَما سَلِمَ الرِّجالُ وَلا الـنـساءُ
كَأَنَّ الشَّعْبَ في وَطني يَتيـــــمٌ
يُروِّضُهُ بِسُلْطَـــــــتِهِ البَغاءُ
نُمارِسُ في التَّمَلُّقِ كُلَّ صِنْفٍ
وَهذا الدَّاءُ لَيْـــــــسَ لَهُ دَواءُ
أَطاحَ بنا التَّهَرُّبُ في كَمينٍ
نَوائِبُهُ يُلَخِّصُها الشَّـــــــــقاءُ
تَراكَمَتِ المَشاكِلُ والقَضايا
وَفي أَوْطانِنا كَثُرَ الضَّـــحايا
إدارَتُنا تُقادُ بِلا رَقيبٍ وَتَنْهَبُ
مَنْ تَــــــــشاءُ مِنَ الرَّعايا
وَأَمَّا في المَحاكِمِ فَالمَآسي
تَجاوَزَتِ المَـــصائِبَ وَالبَلايا
وَفي المُسْتَشْفَياتِ هُناكَ مَرْضى
تُعَدُّ هُمومُهُمْ أُمَّ القَضايا
فَسادٌ وانْتِهاكٌ وَاخْتِلاسٌ
أَشاعَ البَغْــيَ في كُلِّ الزَّوايا
إضافة تعليق جديد