رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 26 أغسطس 2025 1:09 ص توقيت القاهرة

فرش أهل الجنة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الجنة ونعيمها، وأما عن فرش أهل الجنة فهي متنوعة وناعمة وجميلة ومرتفعة ولينة ومبثوثة فهي من سرر ونمارق وزرابي وارائك ورفرف وعبقري حسان، فالسرر جاءت أربعة صفات وهي مرفوعة، وموضونة أي مضفورة بالذهب، ومتقابلين أي ليس بعضها خلف بعض، ومصفوفة، أي بعضها إلى جانب بعض لا بعيدا عن بعض، والعادة أن بطائن الفرش الذي لا يراه الناس لا يهتم بجودته و لكن في الجنة.

" بطائنها من استبرق " فبطونها خالص الحرير فما بالك بظاهره، وأما عن قوله تعالي " ونمارق مصفوفة " هي الوسائد المرتبة حيث يحتاجها الانسان للإستناد والإتكاء والترفه فهي مصفوفة وجاهزة للخدمة والإستعمال والزينة، وأما عن قوله تعالي " وزرابي مبثوثة " هي البسط والزوليات منتشرة في كل مكان وجاهزة للجلوس والإستخدام لا يحتاج الإنتفاع بها إلى إنتظار كما أنها تعطي الجمال للمجلس، وأما عن قوله تعالي " رفرف خضر" هي ما يوضع فوق المجالس للزينة وحسن المنظر فتزيد عليها حتى تصير كالرف من تحته لزيادة الحسن والمنظر، وأما عن قوله تعالي " عبقري حسان " أي منسوج نسجا حسنا فاخرا جميلا لهذا وصفها بالحسن الشامل وهذا يشمل حسن الصنعة وحسن المنظر ونعومة الملمس، ومن كمال المجلس وحسنه.

هو وجود الخدم للخدمة وتوفير ما يحتاجونه فذكرمن صفاتهم بأنهم "مخلدون" فهم مخلوقون للخدمة فلايموتون، وكما وصفهم بقوله " كأنهم لؤلؤ مكنون " والمكنون هو المستور المصون الذي لم تبتذله الأيادي فهم غاية في الحسن والجمال والبهاء والبياض وحسن الخلقة، وكما يدل قوله "لؤلؤ مكنون" بأن الخدمة لم تذهب تلك المحاسن وذلك اللون والصفاء والبهجة بل مع إنتصابهم لخدمتهم تراهم "كأنهم لؤلؤ مكنون" وأما عن قوله تعالي " إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا " هو إشارة إلى أنهم غير معطلين بل مبثوثون منتشرون في خدمتهم وتلبية حوائجهم بسرعة ونشاط وإستمتاع، وكما يدل على سعة المكان وتفرقهم في حوائج سادتهم وذهابهم ومجيئهم بحيث لا يحتاجون إلى أن ينضم بعضهم إلى بعض بسبب ضيق المكان، وأما اشجارها وبساتينها فهي من النعيم العظيم.

الذي وعد الله تعالي به أهل الجنة فسيكون الحديث عن شكلها وورقها وثمرها وظلها، وففي الصحيحين " إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع في ظلها مائة عام لا يقطعها " واقرءوا إن شئتم " وظل ممدود " وقال كعب الأحبار لو أن رجلا ركب جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة مائة عام ما بلغها حتى يسقط هرما إن الله تعالي غرسها بيده ونفخ فيها وإن أصلها من وراء سورالجنة، وقيل أنه أقبل أعرابي فقال يا رسول الله صلي الله عليه وسلم ذكر الله في الجنة شجرة مؤذية وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذى صاحبها قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وما هي؟ قال السدر فإن له شوكا مؤذيا قال أليس الله يقول " في سدر مخضود " أي خضد الله شوكة فجعل مكان كل شوكة ثمرة" وهذا الشوك من عيوب الشجر في الدنيا التي لا توجد في شجر الجنة. 

وكما أن من عيوب الشجر التي لا توجد في الجنة أيضا تقلص الظل وإنعدامه وكذلك ثمرها الذي ربما ينقطع في بعض الأوقات أو لتعسره أو لسبب آخر، فنفى الله تعالي العيوب حيث قال تعالي " أكلها دائم وظلها " فثمرها وظلها دائم لا ينقطع وكذلك " لا مقطوعة ولا ممنوعة "

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.