بقلم / يسرية علام
البنات نعمة من الله وطريق ممهد للجنة والذي يكره البنات فقد تخلق بأخلاق الذين كانوا يعيشون في مجتمع الجاهلية قد ضرب على عقولهم الجهل ولذا قال الله تعالى عنهم (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ، يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُون) [النحل:58، 59] ولمكانة الإناث بدأ الله تعالى بذكرهن في سورة الشورى كما في قول الله تعالى (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير) [الشورى:49، 50] فالقسمة من الله تعالىٰ وهو الذي يخلق ما يشاء ويختار ويهب الإناث والذكور عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن امرأة جاءت إليها ومعها بنتان لها، قالت: فسألتني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها، فأخذَتها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئًا، ثم قامت فخرجت وابنتاها، فَدَخَلَ عَلَيَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فحدثتهُ حديثها، فقال –صلى الله عليه وسلم-: "من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهنّ كنّ له سترًا من النار" (رواه البخاري ومسلم) قال الإمام القرطبي -رحمه الله- مُعلقًا على الحديث-: "قوله -صلى الله عليه وسلم-: "بشيءٍ من البنات" يفيد بعمومه أن الستر من النار يحصل بالإحسان إلى واحدةٍ من البنات، فأما إذا عال زيادة على الواحدة فيحصل له زيادة على الستر من النار، وهو السبق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الجنة كما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من عال جاريتين – أي: بنتين – حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو" وضم أصابعه -عليه الصلاة والسلام-. (رواه مسلم) والبنات الإحسان إليهن طريق الجنة بمجرد أن يطعمها أو يسقيها يدخل بهذا الصنيع اليسير الجنة، ففي الحديث الذي أخرجه ابن ماجه وأحمد في المسند، عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان له ثلاث بنات فصبر عليهنّ وأطعمهنّ وسقاهنّ وكساهنّ من جدته كن له حجابًا من النار يوم القيامة"
والبنت سر أبيها، وكان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها، وكانت تمشي رضي الله عنها متشبهة بِمِشية أبيها، وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقوم يقبلها، ويفرح بها، ويسر إليها، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم لا تخطئ مشيتها مشيته، فقام إليها النبي صلى الله عليه وسلم، قام إليها وقال: (مرحبًا بابنتي) ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثاً فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثًا فضحكت فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزنٍ، فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها فقالت: أسر إليَّ إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقًا بي فبكيت، فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك".
إضافة تعليق جديد