رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 يناير 2025 8:28 ص توقيت القاهرة

في مناقشات ساخنة .. " مصر وتحديات المستقبل " علي مائدة الحزب الناصري

محمد علي عبد المنعم

أقامت مساء أمس ، أمانة الشباب المركزية للحزب العربي الديمقراطي الناصري ، ندوة تثقيفية تحت عنوان " مصر وتحديات المستقبل " في ضوء ما يحدث في ليبيا وغاز المتوسط ، وذلك بمقر الحزب الرئيسي ب8 طلعت حرب ، برعاية وحضور المستشار سيد عبد الغني رئيس الحزب .

حاضر في الندوة ، الكاتب والباحث بلال الدوي ، والباحث والصحفي أحمد بلال ، والباحث السياسي هشام حبارير والسيد شبل الباحث والصحفي .

قال هيثم عواد امين الشباب المركزي ، ل "البيان " ، أن الندوة حملت عنوان 《مصر المستقبل في ضوء ما يحدث في ليبيا》، وتطرفت لمناقشة بعض الأمور الهامة السياسية علي الساحة المصرية والتحديات التى تواجهها مصر والدول العربية وكانت كلمتي بخصوص راهنية الشروع القومي العربي.

واضاف " عواد " ل " البيان " أن تناولت في كلمتي الحتمية التكاتف العربي ، وأن العروبة ليست مسألة اختيارية يتبناها البعض لموقف أيدولوجي أو يرفضها لسبب آخر، بل هي واقع يفرض نفسه، وقد أكدته حتى مواقع التواصل التي جعلت العرب من المحيط للخليج أصدقاء ببساطة انطلاقا من وحدة اللغة، وأنهم اكتشفوا بأنفسهم عمق قرابتهم الثقافية ولامسوا حجم تأثير الفن المصري في الوطن العربي كله، وهذا يفرض على مصر -في العموم- أن تستعيد وعيها بذاتها وتعرف حجم الدور المنوط بها القيام به ، وأنه حتى المشاحنات بين العرب في الأقطار المختلفة تكشف عن عمق الاتصال ووحدة مجالات الاهتمام وأنهم يعرفون عن بعضهم البعض ما لا يعرفونه عن غيرهم وهذا ما يخلق مساحات الاشتباك في الحقيقة، كذلك فإن الحوادث التي وقعت منذ عام ٢٠١١ وحتى اليوم أكدت وحدة هذا الوطن، وحتى لو أقررنا بأن ما حصل هو وباء ربيعي محض أنتج تفكك وتخريب، فإن سهولة انتقال العدوى تؤكد وحدة الجسد، حتى من صمموا تلك الأحداث لم يجدوا لها وصفا سوى بأنها ربيع ؟《عربي》.

وأكد " عواد " أن العرب بدون وحدة لا يمكن أن يكونوا أقطابا في هذا العالم الواسع، ولننظر -على الأقل- إلى مساحة الدول العظمى (الولايات المتحدة ٩.٨ مليون كم٢ - روسيا ١٧.١ مليون كم٢- الصين ٩.٦ مليون كم٢)، ثم نتساءل كيف يمكن أن ننافس في هذا الميدان ونحن على هذا النحو من الآلة التي فرضها النظام القطري العربي؟، وكيف يمكن لبلاد مقسمة ومجزأة أن تنهض اقتصاديا بشكل جاد وحقيقي؟، كيف يمكن أن ننتظر نهضة في لبنان أو الأردن، مثلا؟، كما أن الشعب العربي بالفعل كان مؤيدا لتجارب الوحدة

مؤكدا ، أن كل ما جرى لم يكن سوى انقلابات على هذا التأييد وضرب مثالا باتحاد الجمهوريات العربية الذي تم إعلانه في يناير ١٩٧٢ بين مصر وسوريا وليبيا، وجعل الدول الثلاث تحمل ذات العلم، والذي انبثق عن ميثاق التحالف بين مصر وليبيا والسودان في ديسمبر ١٩٦٩، لكن ظروف تكوينه بعد رحيل عبد الناصر لم تخلو من ملابسات وتحفظات، كما أن السودان بقيادة جعفر النميري كانت قد نفذت استدارة قرّبتها من القوى الغربية ومنحتها بريطانيا قرضا ب ١٠ مليون استرليتي فابتعدت عن مشروع الاتحاد، إلا أنه -على أية حال- حظي 《اتحاد الجمهوريات العربية》 بتأييد شعبي عربي كبير، لكنه تم حلّه بعد اتجاه أنور السادات للصلح مع الكيان الصهيوني، رغم أن دستور الاتحاد كان يمنع هذا الحل دون العودة إلى الشعب الذي أيده في استفتاء في سبتمبر ١٩٧١، ومنحه موافقته بنسبة تتخطى ال ٩٥ بالمئة.

واشار امين الشباب المركزي ، أنه نبه إلى أن الضرر الذي يُصيب قُطر من الأقطار بسبب سياسة نظام رجعي هنا أو هناك، يفرض على المتضرر أن يكون عربيًا أكثر، لأنه لا مفر من ذلك، وأن الانسحاب والتقاعس يسمح للقوى الرجعية بالتوسع أكثر في الساحة الخالية ، وليس العكس ، وأن إنكارك لعروبتك التي يفرضها لسانك وتاريخك ومخزونك الثقافي وموقعك الجغرافي.. إلخ، لن يغير في الواقع شيء سوى أنك ستصبح معزولًا عن الواقع، مغيبًا وأنت مغروس فيه.

مشيرا إلي أن الوقائع التي نعيشها من سورية إلى ليبيا مرورا بمصر، تفرض فرضًا على الشعب العربي في الأقطار المختلفة التوحّد ضد العدو الواحد والذي هو بالأساس المشروع العدواني الغربي وأدواته سواء أكانت الميليشيات السلفية الجهادية أو الأطماع الأردوغانية.. وأشرت إلى أن تتبع سيرة متطرف واحد مثل "هشام عشماوي" الذي انتقل في عام ٢٠١١ من مصر إلى ليبيا ثم منها إلى سوريا (عبر تركيا) ليعود من جديد إلى شبه جزيرة سيناء ومنها مرة أخرى إلى ليبيا حتى تم القبض عليه.. تؤكد ضرورة التكاتف ضد هذا النهج الواحد الذي تتعدد أماكن تواجده لتنفيذ المشروع التخريبي نفسه.

ولفت " عواد "ّ إلى أن مصر قد دفعت أغلى ضريبة بعد عدوان الناتو على ليبيا في ٢٠١١، وتحطيمها، وقتل رئيسها معمر القذافي عبر الطيران الفرنسي بمساهمة ميدانية من قوات بريطانية.. وبالتالي تحولت البلد إلى عامل قلق كبير بعدما كانت بلدا آمنة ومأمونة وتوفّر العديد من فرص العمل لجميع العرب وعلى رأسهم المصريين.

واردف " عواد " في كلمته بداية أن الكيان الصهيوني سيظل عدوًا ، وأن تحرير كامل التراب العربي الفلسطيني هو أولوية لنا، وأن "إسرائيل" ستظل كيان غير طبيعي ناهب للثروة العربية بكل أشكالها، وأننا لن نلفظ اسم "إسرائيل" إلا بصفتها عدو، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ثمة أطراف إخوانية وفير إخوانية تتاجر بتلك الشعارات، بينما مشروعها الأساسي هو خدمة رجب أردوغان والمصالح الاقتصادية التركية.. وأن كل ما يجري من مشاريع تفكيكية اليوم قد هندسته أجهزة مخابراتية غربية، وأن القوى السلفية القطبية التي تمارس الدمار هنا وهناك، تخرجوا من مدرسة "جهاد السي آي إيه" في أفغانستان، وبناء على أفكار مستشرقين بريطانيين يتبعون لمخابرات بلادهم في الهند، وقد أعيد تدوير تلك الأفكار بواسطة أبو الأعلى المودوي ثم سيد قطب، وأن تلك المجموعات المخربة قد أعيد استخدامها، بعد أفغانستان، في القوقاز ولتفكيك يوغوسلافيا وفي حرب أذربيجان مع أرمينيا وإلى اليوم هم يقاتلون ضد المجموعات المؤيدة لروسيا في شرق أوكرانيا بالتحالف مع الحكومة التي وصلت للسلطة بعد انقلاب عام ٢٠١٤، وأن ثمة مجموعات سلفية إيغورية كانت تقاتل في شمال غرب سورية هي في الأساس فرع من "الحزب الإسلامي التركستاني" الذي يقاتل في شينجيانغ الصينية ضمن مشروع انفصالي ورجعي، وأن هذا يكشف الوجه الأممي للمعركة مع التطرف التي تفرض علينا التكاتف مع كل هذه الدول، وأنّ تجاهل ما يجري في العالم هو قمة العبث، لأننا نخسر أنصار وحلفاء حقيقيين، لافتا إلى ما جرى من انقلاب أمريكي أطاح بالمناضل إيفو موراليس من رئاسة بوليفيا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.