قراءة تشكيلية في أعمال الفنانة التشكيلية التونسية/ نجاة بامري بعنوان /نجاة بامري تعانق الابداع بريشه ا

قراءة تشكيلية 
في أعمال الفنانة التشكيلية التونسية/  نجاة بامري 
بعنوان /نجاة  بامري تعانق الابداع بريشة بفمها
بقلم الكاتبة المغربية/ سعاد ثقيف
___________________________
نجاة بامري  فنانة  تونسية ليست كأي فنان آخر , فهي فنانة ترسم بشفاهها, فقد ولدت باعاقة حركية منذ ولادتها.الشىء الذي أدخلها
 دائرة  التفرد بكل المعايير , تعرف في الوسط الفني ب"فرشاة بدون اجنحة" ليس لانها كلما حلقت في  مكان تضفي عليه  البهجة و السعادة بل لانها فراشة عانت منذ خروجها من الشرنقة،ومع ذلك احتفظت بطلتها الساحرة. إنها مرأة فراشة من النوع الذي يطمح ويحلم ويعلو ويسمو بدون اجنحة
تشد وثاق ريشة الرسم بإحكام  بأسنانها، و تجول بخيالها لتبني اسس زوايا لوحتها المقبلة، و تعبرعن افكارها و فتظهرت إبداعاتها بألوان حيوية تدب فيها الحركة، إذ قالت في احدى التصريحات بانها "تشعر أن لوحاتها مليئة بالحركة والحياة، الحركة التى حرمت منها فى حياتها تراها فى تلك الإبداعات التى تصنعها بريشتها بفمها".
 الفنانة التشيكيلية العصامية التونسية نجاة بامري من مواليد ولاية المنستير  مثل أعلى لنساء العالم، فنانة تشيكيلية بالفطرة ولدت بإعاقة على مستوى الاطراف فهي لا تستطيع  ثني ركبتيها ولا تتحرك ذراعيها .كان الجسم استقال عن الحركة ليفسح المجال لحلم لا سقف له بالتميز. و عشق لحياة مليئة بالامجاد رغم العوائق  ،  نجاو بامري فنانةخارجة  عن دائرة المألوف، ليس لأنها ترسم بريشة في فمها, بل لانها تمتلك طريقتها الخاص في وضع الخطوط والالوان مما جعلها فنانة متفردة بكل المعايير. فما ان تحكم القبض على ريشة الرسم بفمها، حتى تنتقل كالفراشة بين كؤوس الصباغة وكانها ترقص بين أزهار حقل واسع دون كلل،برقصات ذهاب اياب بكل حماس، و مهارة، الى أن تنتهي الرقصة بلوحة على قماش. إما  مستوحاة من المآثر التاريخية التونسية او من وحي خيالها الواسع في مرسمها او امام جمهور كما فعلت ذات مرة و قامت برسم لوحة  للباس التقليدى المغربي بمهارة  تعجز الأنامل الرفيعة عن تشكيلها، وأهدت اللوحة لسفيرة مغربية سم بشفتيها، 
 شاركت الفنانة نجاة فى عدة معارض تشكيلية ونالت عدة جوائز تقديرية من الجزائر ومصر وتونس و فرنسا وتركيا ودول أخرى … وتناولت  العديد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية موضوع  إنجازتها ومهارتها الفنية على صفاحاتها الرئيسية.
حصلت الفنانة العصامية نجاة  على عدة مناصب شرفية و تكريمات بالاضافة إلى الأوسمة والدروع. وتستحق ذلك لانها قهرت الاعاقة بالعزيمة والاصرار ففي جلوسها على الكرسي المتحرك صمود وشموخ. وبدون دراعين  
 استطاعت الفنانة نجاة أن تحضن بدون دراعين ابنتها الوحيدة وجمهورها العريض بصدق مشاعرها وبنظراتها الدافئة بالطمأنينة.
فتحية اجلال لمن انتصرت وقهرت الاعاقة ولمن قادت رحلة طيران التميز بدون اجنحة وارستها في مطار التميز والشموخ بدون منافس و عانقت الابداع بريشة بفمها