" قراءة تشكيلية. " في أعمال الفنان التشكيلي الكويتي العالمي :ناجي الحاي

 
بقلم الناقد الكاتب المصري د / محمود فتحي
------------------------------------------------------------------------
تبلغ الصورة مساحات التجريد فتشكل منظومة خاصة لمفاهيم ومعطيات هي الأكثر صعوبة  تبرز نتاجاتها تفاصيل وحيثيات تأخذنا إلي عالم التراكيب التشكيلية المفعمة بالحيوية والدرامتيكية  والألوان التي ترسم أفكارا على خرائط الشعور والإحساس تنطلق  قراءات وإستراتيجيات متألفة ومتعادلة في البناء التشكيلي ومتقاربة في الخطوط التي تبرز موضوعيتها لتستحضر عوالم إفتراضية وتنطلق بالأفكار في مجرات النفس البشرية لتعلن بالتحليل النفسي عن الصراع الذاتي القائم في كل  مساحات التشكيل والذي يجعل من التجريد بعدا نفسيا وجماليات له قراءات تحليلية خاصة ومفاهيم  لها مركزيتها  في أعماق الألوان التي تعكس ماهية الفرشاة  المنسابة بحرية كي تعطي  رؤية ودلالة محورية في البحث عن الذات وتظل اللغة لها حرية التعبير وجمالية التجريد وإحترافية الفكرة التي غالبا ما تكون  نتائج موضوعية من مقدمات إفتراضية 
في عالم غير تقليدي بحثا عن الصعب والمعاناة لربطة بالجوهر ومحاولة تخطيه وتجاوزه  حتي يعطي نتيجة قوية لروعة التجربة ونضوجها في شتي أشكالها التشكيلية وروعتها  التجريدية التي تدلل علي امكانيات وقدرات وفكر مستنير ورؤية لها طابع كلاسيكي ولكنها تخطت ببرهانها المنطقي  حدود القياس لتعلن عن مشهدية تشكيلية ذات أبعاد بصرية وحسية غير إعتيادية   
 لها صياغات فنية ذات مستوي رفيع وتواكب مسيرة التطور والمعاصرة والحداثة 
هذا عالم الفنان التشكيلي الكويتي العالمي : ناجي الحاي
هذا الفنان الذي يعتمد المدرسة التجريدية في أعماله ويوظف  المساحات والكتل والكثافة والعناصر   في بناء تشكيلي صعب له سيميائية لونية مقرؤة ودرامتيكية تشكيلية ومتجانسة 
ولكن قدرات الفنان ناجي تستطيع تطويع العناصر وتوزيعها في اللوحة بشكل عادل مما يجعل جميع الخطوط في تقارب وتألف بالإضافة إلى أنه يمتلك توظيف الفكرة وتعميمها بشكل ذاتي حتي تقرا خطابات سيكولوجيا قوية لها رسائل لاتتفصل عن ذاته المتمردة على الواقع الإعتيادي والخروج برؤية إلي عالم إفتراضي له  لغة خاصة وقراءة لاتبرح مساحات التجريد 
فهو فنان كبير وأعماله تدلل على نضوج التجربة التجريدية عنده وصولها  إلى الملتقى بتبسيط وتشريح لكل بديهيات الفكرة وتعميمها و وتظل تكتيكياتة الكلاسيكية مسترسلة ومتألقة مع ألوانه البكر الناضجة إلى الصياغة المتطورة التي تواكب المعاصرة بأكثر من لغة وفلسفة خاصة ومنهاحية تشكيلية متميزة تمتلك حرية التعبير في أسطح المساحات وروعة المضامين وتعادلية توزيع العناصر بشكل إحترافي قائم على مهارة يمتلكها  وإنسيابية الفرشاة وتجسيد عالمه الخاص الذي يظل نصا فنيا يغالب بفلسفته الواقع ويتجاوز بعبقريته روئ لعالم خيالى لايراه إلا هو  يعيش في وجدانه  ويعيش له  وفيه 
هو عالم  تجريدي ليس فيه قبح ولا شر ولا عباوة ولاحقد وكارة  بحثا عن ذاته بتمردة على كل ماهو تقليدي ومحاوله منه  لتقديم الصياغات التشكيلية بشكل مبسطة وتقريبية رغم ضخامة الفكرة وفلسفة القراءة ودقة الدلالات والمضامين التي تسوقنا إلى عالم غير مسبوق تسودة الحكمة والمعرفة والثقافة والإبتكار والجمال  والابتعاد عن ماهو تقليدي  للوقوف على عظم الفكرة وتعميمها في موازين النفس البشرية لتشكل مجسمات لونية لها أبعاد حسية بصرية جمالية ذات موضوعية ومستوى رفيع مهني يتحدث عن نفسه في كل المشاهد الفنية 
ومن هذا المنطلق كان لازما علينا أن نرصد أعماله ونقدمها للساحة الفنية والثقافية كنموزح فني رفيع  متميز ومبدع يمتاذ  بمستواه الفني والثقافي العالمي  الذي ينافس في المحافل الدولية ويؤكد مهارته  وإحترافيتة وقوة مهنيته  كفنان عربي قادرا  على  المنافسة وبشكل قوي 
ونحن نفتخر بأعماله وتعتبرها قيمة فنية وثقافية  ووجهة مشرفة لكل فنان كويتي وكل مبدعى العالم العربي
ونحن نسجل له هذا الموقف ليبقى شاهدا على العصر يوثق 
في تاريخه " شهادة تقدير فخرية عليا " تظل مادامت أعماله باقية تثري ساحتنا العربية بثقافة تشكيلية خاصة متميزة ورؤية تجريدية لها فلسفة واستراتيجية غير إعتيادية وسيناريوهات دراماتيكية لتجسد عالمه الخاص المثالى الذي دائما ما يبحث عنه في خرائط النفس البشرية.
--------------------------------------------------------------------------
كتب الناقد الكاتب الباحث المصري د / محمود فتحي
القاهرة الموافق السبت ١٤ / ١ / ٢٠٢٣ م