=========
بقـــــــــلـم / فاروق الحضري
=======
" نسبــــــــــــــه "
-------------------
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف من قبيلة قريش ، ولد يوم الاثنين من ابريل سنة ٥٧١ ميلادية عام الفيل بمكة المكرمة لأبوين قرشيين هما عبد الله بن عبد المطلب ، وأمنة بنت وهب مات أبوه عن أربعة وعشرين عاما قبل مولده أثناء خروجه في تجارة له إلى الشام ودفن بيثرب ( المدينة المنورة ) تكفل به جده عبد المطلب ثم مات جده وتكفل به عمه أبو طالب ، فرعاه وآواه ثم توفيت أمه وهو في السادسة من عمره .
( جوانــــب من حيــــــاته )
================
رعى الرسول - صلى الله عليه وسلم - الغنم مثل من سبقوه من الأنبياء قبله ، وعندما صار شابا يافعا سافر مع عمه أبي طالب في رحلات تجارية إلى الشام ونظرا لأمانته وصدقه قام بعدة رحلات تجارية لحساب السيدة خديجة بنت خويلد وتعلم الفروسية وفنون القتال في شبابه كعادة شباب العرب بعيدا عن مجالس الخمر ولعب الميسر وكان يكره الأصنام
.... كان الرسول قوى الشخصية ، ذكيا فطنا شديد اللحظ جميل الخَلق والخُلق كريم الصفات أثنى عليه ربه سبحانه بقول " وانك لعلى خلق عظيم " وكان يلقب بالصادق الأمين قبل أن يوحى إليه وبعد بعثته - صلى الله عليه وسلم - كان مثالا عظيما وقدوة يحتذى بها فعندما سألت السيدة عائشة عن خلق النبي قالت : " كان خلقه القرآن الكريم يرضى برضاه ويسخط بسخطه "
ولله در القائل :
فاق النبيين في خلق وفي خلق
ولـــم يدانوه في علـــم و لا كرم
فمبلغ العلــــم فيـــه انـــه بشـر
وأنــــه خيــر خلـــق الله كلهــم
و لله در القائل :
يا مصطفــى من قبـل نشأة ادم
والكــون لـــم يفتـــح له إغلاق
أيـــروم مخلــوق ثنــاءك بعدما
أثنـــى علـــى أخلاقــك الخلاق
( تبشير الأنبياء السابقين برسول الإسلام )
==========================
عرف الأنبياء السابقون ميلاد الرسول الخاتم فكانت دعوة سيدنا إبراهيم الخليل - عليه السلام - حيث حكى القرآن الكريم عنه حيث قال تعالى : (( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ))
... وقد بشر سيدنا عيسى - عليه السلام - بالنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - : قال تعالى : "يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه احمد "
وقد روى في تفسير هذه الآية عن كعب الأحبار - رضى الله عنه - أنه قال : إن الحواريين قالو لعيسى بن مريم علية السلام ... يا روح الله : هل بعدنا من امة قال : نعم أمة احمد حكماء.. علماء .. أبرياء . أنقياء . كأنهم فى الفقه أنبياء . يرضون من الله باليسير من الرزق و يرضى الله منهم باليسير من العمل .
وهو يقول عن نفسه : " أنا دعوة إبراهيم وبشر بي عيسى أنا محمد و أحمد وأنا رسول الرحمة و أنا الماحي يمحو الله بى الكفر وأنا الحاشر يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليسى بعدى نبي " .
. وقد ذكرت كتب السيرة أنه فى ليلة ميلاده فاجأ العالم بحدث عظيم حيث تهدم إيوان كسرى و انطفأت نار فارس وغيض ماء بحيرة ساوة
( حاجة العالم إلى سيدنا محمد )
=====================
لقد كان العالم يموج بالفوضى والاضطراب وتسوده الرذيلة وتنعدم فية الفضيلة وتنتشر فيه الهمجية وينتشر الضلال والخرافات والأوهام ، فالحقوق مسلوبة والأعراض منتهكة القوى يبطش بالضعيف والغنى يظلم الفقير فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بتشريع تحكمه العدل والمساواة يجعل الناس أخوة في الدين وقد قال الشاعر :
أتيت والناس فوضى لاتمر بهم
ألا على صنـم قد هام في صنم
والخلق يفتك أقواهم بأضعفهم
كالليث بالبهم أو كالحوت بالبلم
( رفعة شأن النبي صلى الله عليه وسلم )
=========================
قال الله تعالى "ورفعنا لك ذكرك " أي رفعنا شأنك وأعلينا مقامك في الدنيا والآخرة وجعلنا اسمك مقرونا باسمى ، وقال قتادة : رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ، ولا صاحب صلاة ألا وينادى اشهد أن لا اله ألا الله وان محمدا رسول الله ، وفى الحديث " أتاني جبريل فقال لي يا محمد : إن ربك يقول : أتدرى كيف رفعت ذكرك ؟ قلت الله تعالى اعلم ، قال : إذا ذكرت ذكرت معي " وقد قرن الله ذكر الرسول بذكره جل وعلا في كلمة الشهادة والأذان والإقامة والتشهد والخطب وفى أكثر من موضع من القرآن وقد قال حسان بن ثابت :
أغـــــر عليـــــه للنبــوة خاتــــم
من الله من نــور يلـــوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمــه
إذا قال في الخمس المؤذن اشهد
وشـــق لــه مـــن اسمــه ليجلــه
فذو العرش محمود وهذا محمد
( من معجزاته صلى الله عليه وسلم )
=======================
إن للنبي معجزات كثيرة تذكر بعضا منها
-( بركة دعائه لأصحابه )
فقد دعا لعبد الرحمن بن عوف ففتح الله له أبواب الرزق ومن عليه ببركات من السماء والأرض وكان حين قدم إلى المدينة فقيرا مسكينا وقد ذكر في الحديث عن انس - رضى الله عنه أن رسول الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن عوف بارك الله لك قال عبد الرحمن : فلقد رأيتني ولو رفعت حجرا لرجوت أن
أصيب تحته ذهبا أو فضة ،،
-( حنين الجزع لفراقه )
عن ابن عمر - رضى الله عنهما - : ،، أن النبي كان يخطب على جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه . فحن الجذع فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسحه فسكن
- ( طاعة الشجرة لأمره )
عن ابن عباس رضى الله عنها قال : جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله علية وسلم - وقال بم أعرف انك رسول الله ؟ فقال إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتؤمن بي ؟ قال : نعم فدعاه فجعل ينقر " يثب "حتى أتاه فقال ارجع إلى مكانك فأسلم الأعرابي ،،
ولقد كان يسمع من يقول له السلام عليك يا رسول الله فيلتف فلا يرى إلا الشجر
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة
تمشى إليــه على سـاق بلا قدم
-( نبع الماء من بين أصابعه )
عن انس رضى الله عنة قال : أن النبي وأصحابه كانوا بالزوراء فدعا بقدح فيه ماء فوضع كفه فيه فجعل الماء ينبع من أصابعه وأطراف أصابعة فتوضأ أصحابه جميعا ، قلت لأنس كم كانوا ؟ قال : (( زهاء ثلاث مائة ))
( إعجاب حكيم العرب بدعوة الرسول )
========================
ذكر أن اكثم بن صيفى لما بلغه خبر الرسول انتدب إليه رجلين فأتياه فقالا من أنت ؟ وما أنت ؟ فقال : أنا محمد بن عبد الله ، وأنا رسول الله ثم تلا النبي هذه الآية " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء و المنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " فرجعا إلى اكثم فلما قرءا عليه هذه الآية قال : أني أراه يأمر بمكارم الأخلاق و ينهى عن مساوئها فكونوا في هذا الأمر رؤسا ولا تكونوا فيه أذنابا
- وذكر أن امرأة عجوز كانت تريد أن ترفع عليها حملا فقابلت النبي صلى الله عليه وسلم وهى لم تعرفه فطلبت منه أن يرفع عليها الحمل فبدلا من أن يرفعه عليها رفعه عنها وحمله صلى الله عليه وسلم ومشى حتى وصل إلى بيتها فشكرته العجوز وقالت له ليس معي شي أعطيه لك لكن معي نصيحة غالية قال وما النصيحة ؟ قالت لقد ظهر فى مكة رجل اسمه محمد يدعى أنه نبي فان وجدته فلا تصدقه فقال النبي لها أنا محمد فقالت العجوز إن ما فعلته لمن أخلاق النبوة اشهد أن لا اله إلا الله وانك لرسول الله
( الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)
=============================
قال الله تعالى : (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ))
( فصلاة الله ) رحمة وتشريف وتعظيم لقدر النبي
( وصلاة الملائكة ) هي طلب المزيد من الرحمة وتتضمن معاني الإجلال منهم والتعظيم ،
( وصلاة المؤمنين ) دعـــــاء وعبـــادة ونـــــداء
( كيفية الصلاة على رسول الله )
====================
تكون بای صيغة شنت والوارد أن مالكا روى عن ابن مسعود الأنصارى قال أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد إن الله أمرنا أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك قال : فسكت صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لـم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله علية وسلم قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كذلك وهو السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته
---- وقد كان الصحابة يكثرون من الصلاة على النبي فعبد الله بن عباس رضى الله أنه كان إذا صلى على النبى قال اللهم تقبل شفاعه محمد الكبرى وارفــــع درجته العليا وأعطه سؤله في الآخرة والأولى كما أتيت إبراهيم وموسى
( التحذير من ترك الصلاة على رسول الله )
=========================
عن الحسين بن على رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" البخيل من ذكرت عنده فلم يصل على "
قال الفاكهاني : وهذا أقبح بخل وأشنع شح لم يبق بعده ألا الشح بكلمة الشهادة
عن أبي سعيد الواعظ أن عائشة رضى الله عنها كانت تخيط لها شيئا في وقت سحر فضلت الإبرة وانطفأ المصباح فدخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأضاء البيت بوجهه فوجدت الإبرة وقالت ما أضوا وجهك يا رسول الله قال : ويل لمن لم يرنى قالت ومن الذى لا يراك يا رسول الله قال البخيل قالت ومن البخيل ؟ قال الذي لا يصلى على إذا سمع اسمي
( ثواب الصلاة على رسول الله )
====================
عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا " وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة
عن عائشة رضی رض الله عنها قالت : ،، زينـــَوا مجالسكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،،
.. عن وهب بن منبه قال : (( الصلاة على رسول الله عبادة ))
وعن على بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : (( إذا مررتم بالمساجد فصلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - ))
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : (( سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - يقول : أكثروا من الصلاة على نبيكم فى الليلة الزهراء واليوم الأغر ))
الليلة الزهراء ليلة الجمعة ، واليوم الآغر يومها
و قــــد قال الشاعــــــــر :
صلوا على من أتت حقا بشائره
الهاشمى الذي طابت عناصـــره
هــو النبي الذي شاعـــت رسالته
في الخلق طرا و قد عمت مأثره
هذا الطيب لهـــذى النــاس كلهــم
يشفى العليــل وللمكسـور جابــره
صلى عليه إله العــرش ما طلعــت
شمس وما ناح فوق الغصن طائره
اللهم صل على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون
إضافة تعليق جديد