رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 16 سبتمبر 2024 1:22 م توقيت القاهرة

قلوب تربت على الخضوع بين يدي الرحيم

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد، إن الصدق سبب لنزول البركة، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما" وكما أن الصدق سبيل لدخول الجنة، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "اضمنوا لي ستا من أنفسكم، أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم" وعن أنس بن مالك رضي الله عنه.

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "تقبلوا لي ستا، أتقبل لكم الجنة، إذا حدّث أحدكم فلا يكذب، وإذا وعد فلا يخلف، وإذا اؤتمن فلا يخن، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم" وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا" وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر، وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور، وهما في النار" فأوصيك أخي الحبيب بما وصى به أبو سليمان رحمه الله حيث قال "اجعل الصدق مطيتك، والحق سيفك، والله تعالى غاية طلبك" وأختم بهذه الوصية الجامعة. 

للحبيب النبي صلى الله عليه وسلم، الذي ما ترك خيرا إلا دلنا عليه، ولا شرا إلا حذرنا منه، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أربع إذا كن فيك، فلا عليك ما فاتك من الدنيا، صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وحسن الخلق، وعفة مطعم" واعلموا بأن حديقة الرحمة، حديقة يفوح شذاها فلا ووردا ، وتميس أغصانها طربا لمقدم أصحاب القلوب الرحيمة، القلوب التي تربت على الخضوع بين يدي الرحيم فلانت لخلقه ورأفت بعباده، طلبا لرحمة ربهم ورأفته بحالهم، فهم رحماء، وهكذا أرادنا الخالق العظيم، من معين التعاطف نتزود ومن معين التراحم نستقي، فيقول تعالي " محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا " وهذا نبي الرحمة  صلى الله عليه وسلم.

يناول صبيا تقعقع روحه في صدره تريد الخروج من جسده الصغير، فهلت دمعات مباركات من عين النبي  صلى الله عليه وسلم، فقال له سعد يا رسول الله ما هذا؟ قال " هذه رحمه جعلها الله في قلوب عبادة، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" متفق عليه، وأن الرحمة سبيل إلى الجنة أجمل به من سبيل، فكيف لا يكون كذلك وقد أدخل الله رجلا الجنة بسبب رحمة ملأت جوانحه، وسقي كلبا ماء فرحمه الله تعالي، ويا لتعاسة الفض الغليظ، فالإنسان عنده غير مرحوم ولو ببشاشة يرسمها على محياه، فكيف بحيوان أبكم أصم ؟ بئست الحال حاله، لست أنا ولا أنت قد حكمنا على هذا الجنس من الناس بالشقاوة، بل رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم قد حكم عليه بذلك فقال " لا تنزع الرحمة إلا من شقي" رواه أحمد والترمذي.

وهل بعد النار شقاوة، فهذه امرأة تستوجب النار وبئس القرار حينما إنتكست فطرة الرحمة في قلبها المظلم بالجبروت وعذبت هره حتي ماتت فأدخلها الله النار، فهل جربت كيف ستغمرك الرحمة مرة في زيارة مريض أرّق الألم عينيه، وأسهر الوجع ليله، فعليك أن تمدّ يد الكفالة ليتيم فقد حنان الأبوة ورضع بؤس فقدها ليكون لك في معروفك هذا نصيب يوم القيامة، وكن صدرا ودودا على أرملة فرّق الموت بينها وبين زوجها حبيبها، فكسر الفراق قلبها وأثقلت الحاجة إلى الناس كاهلها، واخفض جناح الرحمة لضعيف أضناه الأسى، وفرق جمعه الضنى، فإن الله تعالي يقول "فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.