بقلم د.محمد عبد العزيز
. كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الافريقية
. إعلامي ومحاضر في مركز أراك للتدريب والإستشارات
يُعد نموذج قمة العلاقات الافريقية الروسية نموذجا مختلفا عن علاقات أفريقيا بكلا من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ، حيث أن روسيا لا تعتبر دولة إستعمار قديم لأي من دول القارة الأفريقية ، ومن المخطط أن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا بحلول عام 2050 حوالي 29 تريليون دولار وسوف يتجاوز بذلك الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي لعام 2012، وتتميز أفريقيا بالمواد الخام والموارد الزراعية ، وكثافة سكانية كبيرة معظمهم من الشباب في سن العمل بالإضافة إلى فرص هائلة غير مستغلة في مجالات التصنيع والكهرباء وتطوير الخدمات اللوجستية وفي ما يلي عرض لأهم ملامح العلاقة بين روسيا وأفريقيا :-
. بلغت التجارة البينية بين روسيا وأفريقيا خلال العام الماضي 20 مليار دولار أمريكي إستحوذت دولة مصر وحدها على 40% من تلك القيمة .
. تسعى روسيا لمضاعفة حجم التبادل التجاري مع أفريقيا خاصة بعد زيادة الصادرات الروسية غير العسكرية لافريقيا .
. قامت روسيا مؤخرا بشطب ديون مستحقة على الدول الافريقية لصالح روسيا تقدر بحوالي 20 مليار دولار أمريكي .
. قامت القيادة السياسية لروسيا ممثلة في شخص الرئيس "بوتين" بوصف أفريقيا بأنها قارة واعدة ومعظم سكانها من الشباب ولديها موارد وتحتاج لمزيد من الإستثمارات عن طريق تقديم قروض روسية من أجل الإستثمارات في أفريقيا
، ومن الجدير بالذكر أنه تم إنطلاق قمة روسيا أفريقيا الأولى في الفترة 23-24 أكتوبر 2019 في مدينة "سوتشي" الروسية ومن المقرر إنطلاق منتدى التعاون الإقتصادي الأول بين روسيا وأفريقيا أثناء إنعقاد تلك القمة أيضا وذلك لبحث فرص التعاون الإقتصادي والإستثمار بين روسيا وأفريقيا .
وتعتبر الصين أكبر شريك إقتصادي لأفريقيا حاليا لكن هناك فرص روسية للمنافسة وليس للصراع ، المنافسة على الإستثمارات المتاحة في أفريقيا بين كلا من الصين وروسيا ولازال أمام روسيا الكثير لفعله لزيادة التبادل التجاري والإستثمارات مع الجانب الافريقي وتُعد أهم ركائز العلاقة بين روسيا وأفريقيا حتى الأن ما يلي :-
أولاً : ركيزة التعاون الأمني والشراكة السياسية ومكافحة الإرهاب في إطار من الصداقة المتبادلة ، حيث أن لروسيا علاقات سياسية طيبة مع دول القارة الأفريقية ولم تكن مُحتلاً لأي دولة افريقية بل على العكس ساعدت بعض حركات التحرر الافريقية ضد الإستعمار الأوروبي في ستينيات القرن العشرين .
ثانيا : ركيزة التعاون ونقل الخبرات الروسية والتدريب في المجالات التكنولوجية والعسكرية .
ثالثا : ركيزة التعاون الإقتصادي من خلال زيادة الإستثمارات الروسية في أفريقيا في مجالات الطاقة والتصنيع والبنية الأساسية بالإضافة إلى زيادة التبادل التجاري بين روسيا وأفريقيا .
إضافة تعليق جديد