كأس الهوى في النوي بقلم مصطفى سبتة

عندي بشتى الدواعي العذر مقبول
قلبي صريع بصرع الحب مقتول
و الذنب في التوب حبا الرب يغفره
و العفو منه حبيب القلب مأمول
في ظهرنا الخنجر المسموم يغمده
سيف الدواهي بكف الدهر مسلول
أيامه الحب لا تنسى الحبيب نساني
القلب يذكره و البال مشغول
كأس الهوى في النوى طابت حلاوته
عنه التنائي الحبيب الحلو مسؤول
عيني تراه كبدر في مباهجه
جفني بكحل السناء الحلو مكحول
في حبنا الحلو فعل القول يبدأه
في ختمه الفاعل البادي و مفعول
و القلب في غمرة الأوهام صار حزي
نا العقل من سكرة الأسقام متبول
لا ترتضى بلدي لا يشتهى ولدي
و المال في دولة الأعمال مبذول
أزهى حروفي بلون الحزن أرسمها
أشعار حبي لها في القلب مدلول
شعري بريح الهوى تسري بشائره
مثل العبير الذي في الروض منقول
و الوجد طول الهوى تسمو شرائعه
و الود طول النوى ينمو و محصول
و الفعل كالعلقم الدامي أرى عسلا
و القول عند الحبيب الحلو معسول
تسري بأحوالها الدنيا مواكبه
إني أنا الفاضل المحبوب مفضول
و القلب يضنى لمن فرط الجوى و هوى
كالطفل عن أمه و الصدر مفصول
قد صرت في عالم الأحلام تلهمني
و العقل منه عقال العلم معقول
و القلب كأس الأسى المسموم يشربه
كالعود من سوسه الأّكال مأكول
يشدو فمي في النوى أحلى قصائده
هدرا دمي في الهوى يدمى و مطلول
أرمى بقيدي و وحل الهم يغرقني
أدمى يدي حبلها الأزمان مفتول
في كل يوم هو المحبوب يقتلني
و القول يعلم وجه الفعل مجهول
حبل الردى حول جيدي صار يخنقني
طول المدى المر يدمي النفس مجدول
و القلب في لوعتي تشدو حمائمه
و الشعر يلقي رسولي منه مرسول
قد كنت أعمى بصيرا صرت في شغفي
شكري إلى أهله المعروف موصول
لا أرتضي غيره مهما جرى و سرى
قلبي على حبه المحبوب مجبول
من فوق رأسي بدنيا البأس صاحبتي
كالتاج عافيتي بالعفو مشمول
كأس الضنى يحتسي في واقعي جسدي
أو في خيالي بروَح الروح مخيول
صدري يعج بموج الهم يا أملي
ظهري بدهري يرى الواني و مخزول
طول الحياة العذول الوغد يخذلني
و الصب منهم وشاة السوء مخذول
و المرء مهما يعش فالموت يدركه
في ختم عمر على الأعناق محمول
تنزيله شرفي إنجيله ترفي
و الشعر في الحب منقول و منزول
شعري حلاوته تجري و منقول
نثري طلاوته تسري و مقبول