رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 25 فبراير 2025 3:09 م توقيت القاهرة

كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، وجعل أمتنا خير أمة وبعث فينا رسولا منا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة، أحمده على نعمه الجمة وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له، شهادة تكون لمن إعتصم بها خير عصمة، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ربه للعالمين رحمة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة تكون لنا نورا من كل ظلمة وسلم تسليما كثيرا، عباد الله اتقوا الله فإن تقواه أفضل مكتسب وطاعته أعلى نسب "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " أما بعد أيها المسلمون إن المحافظة على حرمة الإسلام وصون المجتمع المسلم من أن تخلخله وتقوضه البدع والخرافات والمعاصي والمخالفات وحمايته من أمواج الشر الهائجة وآثار الفتن المائجة وتحذيره مزالق الشقوق.

ودركات الهبوط أصل عظيم من أصول الشريعة وركن مشيد من أركانها المنيعة يتمثل في رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تلك المهمة العظمى والأمانة الكبرى التي هي حفاظ المجتمعات وسياج الآداب والكمالات بها صلاح أمرها وإستتباب أمنها وقوة ملاكها ومساكها مافقدت في قوم إلا زاغت عقائدهم وفسدت أوضاعهم وتغيرت طباعهم وما ضعفت في مجتمع إلا بدت فيه مظاهر الإنحلال وفشت فيه بوادر الإختلال والأمة حين تكون سائرة في جادة الطريق محكمة شريعة الله بالتحقيق والتطبيق يكون من أول مهامها إقامة رجال الدين وهم رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع لوائها وإعلاء بناءها وإعزاز أهلها لأن جميع الأمور تعود إليها، ويقول تبارك وتعالى " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور " 

ويقول تبارك وتعالى " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " فهي أمة قائدة رائدة تحقق في المجتمع المسلم شرع الله وتصدع بالحق في وجوه النفوس المريضة الباغية إشباع شهواتها العابثة بأمن الأمة ومقدراتها، ويقول جل وعلا في وصف الأمة المحمدية وذكر أسباب الخيرية " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " واعلموا أن الإدهان في الدين وعدم التناهي بين المسلمين من أعظم أسباب اللعن والطرد والإبعاد عن رحمة أرحم الراحمين، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم " إن أول مادخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول ياهذا اتق الله ودع ماتصنع فإنه لايحل لك ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده. 

فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون " ثم قال صلى الله عليه وسلم " والله لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعننكم كما لعنهم " رواه أبو داوود والترمذي، لعنوا في كتاب الله لعنا يتلى على مر الأيام والسنين وإلى أن يقوم الناس لرب العالمين فاحذروا عباد الله سبيلهم الوخيم وفعلهم الذميم فإنه لاصلة بين العباد ورب العباد إلا صلة العبادة والطاعة فمن إستقام على شريعة الله إستحق من الله الكرامة والرضوان. 

ومن حاد عن سبيل الحق والهدى باء باللعن والخيبة والخسران، ويا من رضيتم بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أصيخوا سمعكم وأصغوا قلوبكم لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " رواه مسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.