متابعه محمد شومان
صناديق تغلق على ذكرياتنا فيها
أشيائنا التي جمعناها بحب
أو بألم تتراكم في غير أماكنها
تتحرر منا ومن رومانسيتنا
ومن أنفاسنا فوقها
لا تغريني فكرة التغيير للأفضل
أحب البقاء
في طفولتي كانت جدتي تبكي
لأن بيتها القديم ذو الحوائط العالية والغرف الشاسعة يهدده قرارًا بالإزالة
كان حديث الهدم هذا متكررًا
يشبه وخز الإبر
أين سنذهب؟
كيف سنلعب الاستغماية في بيت جديد غرفه لا تخبأنا؟
كيف ستعجن جدتي خبزها في شقة لا يعلوها سطح شاسع؟
أين سنطارد طيورها لتغضب؟
كان الجيران يرحلون تباعًا وتظل جدتي باقية
تتحول البيوت الخالية لساحة لعب
في بيت جارتنا أم حسن المطل على الشارع الكبير
كنا نشاهد بناء الكوبري الذي سيغير المدينة
تبدأ الوحشة ونحن مشغولون باللعب
تسمع جدتي مرثيتها "دار يا دار يا دار"
ترتعش فنتوقف عن اللعب
تهبط الدرج الخشبي رويدًا
لا تراها الشمس
تقلص أجنحتها الواسعة بين غرف ضيقة
في بيت صغير
أراها دجاجة بعدما كانت نسرًا
تموت في عش لم تحبه
أسكن بيوتًا كثيرة
وفي كل مرة
نضطر فيها للرحيل
أصير جدتي
تمر الأيام فوق ريشي
كلما رأيت ذلك البرج الشاهق الذي
بنوه فوق أنقاض
جدتي
أرى طيورها ترعى في رأسي
إضافة تعليق جديد