رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 30 يوليو 2025 2:07 م توقيت القاهرة

لا ينبغي للمؤمن أن يتمنى البلاء

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه و خليله وخيرته من خلقه، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة، ومحا الظلمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلى الله عليه وعلى آله و صحبه ومن دعا بدعوته واقتدى بسنته إلى يوم الدين أما بعد هل المرض لما فيه من فوائد هو مطلب منشود؟ كلا، حيث إنه لا ينبغي للمؤمن أن يتمنى البلاء ولا أن يسأل الله تعالي أن ينزل به المرض فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية " رواه النسائي وابن ماجة، وقال مطرف. 

" لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر" ومن هنا نعلم جيدا أن المرض ليس مقصودا لذاته، وإنما لما يفضي إليه من الصبر والإحتساب وحسن المثوبة، وحمد المنعم على كل حال قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "المصائب التي تجري بلا إختبار العبد كالمرض وموت العزيز عليه، وأخذ اللصوص ماله، إنما يثاب على الصبر عليها، لا على نفس ما يحدث من المصيبة، لكن المصيبة يكفر بها خطاياه فإن الثواب إنما يكون على الأعمال الاختيارية وما يتولد عنها" ومن هذا المنطلق إجتمع الكافر والمسلم والبر والفاجر في مصيبة المرض على حد سواء وافترقا في الثمرة، وأما التداوى قد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا صريحا بينا فقال " تداووا فإن الله لم يضع داء إلا ووضع له دواء غير داء واحد، قالوا وما هو؟ قال الهرم الموت" وليس هذا فحسب. 

بل إن الشارع إهتم بذوي الصنعة من حملة الطب، فالطبيب عمله مجيد وعظيم إذ إنه علاج أو نجاة لحياة إنسان، منطلقه قول الله عز وجل " وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب " وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل" رواه مسلم، فالشفاء مطلب والطب وسيلة، والمريض مخدوم والطبيب خادم، وهي مهنة ضرورية للحياة فبتالي يكون تعلمها والتخصص فيها من فروض الكفاية لا يسقط الحرج والإثم عن الأمة إلا إذا قام بها من يكفي منهم وحتى يكون في ذلك غنية عن الأعداء كما قرر الله ذلك بقوله تعالي " ولن يجعل الله للكافرين علي المؤمنين سبيلا " واعلموا يرحمكم الله أن المرض سبب لرفعة الدرجات والمؤمن قد يقصر في العمل وتضعف همته وعزيمته عن الطاعة.

فيبتليه الله سبحانه وتعالى بالمرض ليرفع به درجته، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا العبد إذا سبقت له منزلة من الله تعالي فلم يبلغها بعمله إبتلاه الله في جسده وفي ماله وولده ثم صبره، أي ألهمه أن يصبر على هذا البلاء حتى يبلغ المنزلة الذي سبقت له من الله تعالى" رواه أبو داود، وكما أن العبد إذا سبقت له من الله تعالي منزلة فلم يبلغها بعلمه قصرت صلاته، قلت صدقاته، ندر صيامه، فإن الله سبحانه وتعالى يبلغه هذه المنزلة من حيث لا يشعر من حيث يظن أن هذا شر يصيبه يرفعه الله عز وجل بهذا المرض حتى يصل إلى هذه الدرجة وهذه المنزلة، وفي يوم القيامة حين يرى أهل العافية أصحاب الصحة في أجسادهم حين يرون ثواب أهل البلاء وأجور أهل الأمراض يتمنون لو كانوا أمراض في الدنيا، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطي أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض "

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
3 + 8 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.