رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 28 يناير 2025 7:22 م توقيت القاهرة

لماذا يحدث كل هذا البلاء بالمسلمين

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي بين لنا أفضل المسالك وأحسن الآداب ووفق من شاء من عباده لسلوكها وهو الحكيم الوهاب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وإليه المرجع والمآب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي قام بالأخلاق الفاضلة، وأتمها، وحذر أمته من سفاسفها وأرذلها صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين تمسكوا بآدابه، وانتهجوامناهجه، وسلم تسليما أما بعد قد يتعجب البعض من شدة الإبتلاء في يوم من الأيام، ويتساءل لماذا يحدث كل هذا البلاء بالمسلمين؟ أليس الله بقادر؟ هل من نصر لعباد الله المصلحين؟ وتكثر التساؤلات، لكن يأتي الرد فمع البلاء وشدته، يتم غربلة الصف، ويتم فضح المنافقين، فلا يثبت إلا أهل الإيمان الحقيقي الذين يثبتون في وجه الشدائد، فلا تقام الدول. 

ولا تبنى الأمم إلا على أكتاف الثابتين الصادقين في إيمانهم ويقينهم بربهم فالأيدي المرتعشة، والقلوب المهزوزة لا تقوى على البناء، كما أن الله تعالى قادر على أن ينصر أهل الإيمان، لكن له في ذلك حكم، فلما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وحكى للناس في مكة، ثبت من ثبت، واهتز إيمان من اهتز، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه، لأن الهجرة قادمة، ومعارك طاحنة ستأتي فلن يثبت لها إلا الصادقون في الإيمان واليقين وتلك حكمة الله من البلاء، ودورنا أن ندعو الله تعالى أن يثبتنا بقولنا "يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك" رواه الترمذى، وإن سنة الله تعالى في الحياة الابتلاء، وقد سبق بيان الحكمة في وجود الابتلاءات، إلا أن المؤمن الصادق، يريى من وراء الشدة فرجا، ومع العسر يسرا، ومن باطن المحنة تولد المنحة، اشتدت برسول الله صلى الله عليه وسلم، الشدائدز 

لكنه لم ييأس، ولم ينس أن له ربا قادرا يقدر المقادير، ويأذن بفرجه في الوقت الذي يريد في الوقت الذي نريد، ولقد كانت الإسراء والمعراج منحة في ثنايا المحنة، بعد آلام الاضطهاد والتعذيب والحصار، يأتي الفرج بنداء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لرؤية مظاهر قدرة الله تعالى، وكانت بمثابة تربية ربانية رفيعة المستوى لنبينا صلى الله عليه وسلم، وحتى يعود الأمل إلى القلوب من جديد علينا بالإيمان اليقيني بقدرة الله، وانتظار فرجه فانتظار الفرج عبادة، والدعاء واللجوء إليه واليقين بالاستجابة، والهروع إلى الصلاة والسكن إلى المولى، والتركيز على الإيجابيات لا السلبيات من المحنن وصحبة أهل الأمل والتفاؤل لا أهل اليأس والتشاؤم، والقراءة في سير التاريخ، والنظر في نهاية الابتلاءات، وسيظل المسجد الأقصى بحول الله وقوته هو الشوكة التي تقف في حلوق الظالمين والمغتصبين.

وسيظل علامة بارزة على قيادة هذه الأمة لكل الأمم، وأنه حق للمسلمين لا يشترى ولا يباع، ولا يتم المساومة عليه، وتعد رحلة الإسراء والمعراج إحدى معجزات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ففيها أسرى الله عز وجل بنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك في بيت المقدس، وفي مكان مرتفع من أرض المسجد الأقصى المبارك توجد صخرة كبيرة عرج النبي صلى الله عليه وسلم من فوقها إلى السموات العُلى، وسيظل المسجد الأقصى بحول الله وقوته هو الشوكة التي تقف في حلوق الظالمين والمغتصبين، وسيظل علامة بارزة على قيادة هذه الأمة لكل الأمم، وأنه حق للمسلمين لا يشترى ولا يباع، ولا يتم المساومة عليه. 

وإنه منذ أعلنت الصلاة فيه لجميع الأنبياء، أعلن معه أن الصراع بين المسلمين والصهاينة واليهود صراع عقيدة وها هو نبينا صلى الله عليه وسلم، يلخص المشهد ففي الحديث الصحيح" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فينطق الله الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر يا مسلم، يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا الغرقد فإنه من شجر يهود"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.