رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 29 ديسمبر 2024 12:25 ص توقيت القاهرة

ماذا يحدث في الأردن!!

د::هدى رأفت

 

ما يحدث في الأردن هو الربيع الحقيقي ربيع خرائط (الشريف حسين) والثورات العربية الكبرى عام (1916)، وقرار الأمم المتحدة عام (1947)، وصفقة القرن لترامب، ومقترح الأردنسطين الذي كشف عنها مهدي مصطفي عام 2010 حينما كان في زيارة للأردن وعاد ليكتب عن الأردنسطين وجيورا إيلاند وغزة الكبري و أنهى تحقيقه في الأهرام العربي بعبارة خطيرة جداً لم يلتفت لها أحد آنذاك سوى (عمر سليمان) وهي أن (الملك عبد الله) هو أخر ملوك المملكة الهاشمية.

تعود أصل الرواية إلى الثورات العربية الكبرى التي قام بها الشريف حسين من الحجاز.
وقتها منحوا العائلة الهاشمية التي تقيم بالحجاز حكم جزء من بلاد الشام في مقابل ترك الحجاز لحكم (آل سعود) 
خرج الهاشميين من الحجاز إلى الشام، وحكم الملك فيصل الهاشمي كل من العراق والشام (سوريا)، وأسسوا في حينها مملكة للهاشميين سُميت بالأردن حكمها الهاشمي الملك عبد الله أبو جد الملك عبد الله الثاني.

في عام 1947 صدر القرار التاريخي من الأمم المتحدة بتقسيم أرض فلسطين بين إسرائيل وفلسطين ومنح القرار وقف القدس الشرقية إلى ملك الأردن وسنعود لهذا القرار بعد قليل.

دارت الأيام دورتها وإذ بـ (مهدي مصطفى) يطير إلى الأردن عام 2010 ويطلع على أسرار ما قيل وقتها من مصدر سري تقابل معه في عمان واطلعه على مشروع ( جيورا آيلاند) بديلاً عن حل الدولتين.

مقترحين هما: غزة الكبرى وقد فشل مع مصر أو الأردنطسين.
الأردنسطين: ( إدماج الضفة الغربية في كونفدرالية مع الأردن وقطاع غزة على أن تكون الحكومة المركزية من عمان) ووقتها رفض ملك الأردن هذا المقترح قائلاً لا حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن مثلما أعلنها مبارك في نفس التوقيت.

قبلها بعامين (2007) بمساعدة صهيوأمريكية خلقوا دولة إسلامية في قطاع غزة بقيادة حماس الإرهابية في صفقة كان جزء منها حماس لتصبح ورقة ضغط لا على مصر فحسب بل كان الأهم الضغط على ملك الأردن بقبول مقترح الأردنسطين وإلا يمكن ان يجد دولة إسلامية على حدوده في الضفة الغربية تقودها حماس يمكن أن تتحد مع إخوان الأردن في الداخل وتضيع المملكة.

ثم دارت الأيام دورتها وخرج علينا ترامب نهايات عام 2016 معلنًا عن صفقة القرن التي وضح معالمها تمامًا.

وفي عام 2018 سلم ترامب القدس كاملة لإسرائيل في صفقة أكثر المتضررين منها هو ملك الأردن نفسه فحينما تنتزع منه وقفية القدس الشرقية التي منحتها أيام الأمم المتحدة عام 1947 فهذا يعني ببساطة أن دور هذه الدولة الوظيفية قد آنتهى .

الآن يحدث الضغط بثورة داخل الأردن على الملك للقبول بصفقة القرن وإلا سيسقط عرش الملك، والبديل موجود لتنفيذ مقترح الأردنسطين منذ عام 2007.

الأردن دولة شحيحة الموارد ولكن ظلت أموال الخليج بتعليمات من إدارة البيت الأبيض حاضرة طوال الوقت لدعم الإقتصاد الأردني، حتى حينما رفض ملك الأردن ضرب العراق كانت الأموال الطائرة موجودة في خزينة المملكة، وحينما إندلعت أحداث الربيع العبري عام 2011 كانت مخصصات الكونجرس بالمليارات تذهب للملكة لسند إقتصادها الهش، وكان البنك الدولي بتعليمات من أمريكا يمد المملكة بالأموال اللازمة دون شرط أو قيد.

تبدل الحال بعد الإعلان عن صفقة القرن وصدرت التعليمات هذه المره بغلق قنوات التمويل الخليجية على الأردن، وعلى الهاشمية الخضوع لصندوق النقد الدولي.

وبما أن أمريكا ترامب رفع يده عن الإقتصاد الأردني الهش فحدث ما حدث اليوم.

و إذا إستمر رفض الملك عبد الله الثاني لمقترح الأردنسطين ستسقط المملكة ولكن ما هو مصير الملك عبد الله الذي تعود أصول عائلته إلى بريطانيا؟ هل سيتركوه؟

هنا يمكن أن نذهب للجولة الثانية من خرائط الشريف حسين ليعود الملك عبد الله أو بالأحرى العائلة الهاشمية إلى مسقط رأسها بالحجاز؛ ما يعني أن السعودية مستهدفة في الجولة الثانية من ثورة الأردن .

يهزز هذا السيناريو خرائط (رالف بيترز) عن الشرق الأوسط الكبير التي نشرت في المجلة العسكرية الأمريكية عام 2006 ، فلن تجدوا الأردن على الخريطة بشكلها المعروف بل ستجدون ما يسمى بالأردن الكبير التي تستقطع أجزاء من الشمال والغرب السعودي أي أراضي الحجاز لصالح الأردن الكبير.

خرائط رالف بيترز ظهرت بعد أسابيع من إجتماع معهد إنتربرايز يوم 6-6-2006 والذي حضره سراً كلاً من عبد السلام المجالي رئيس وزراء الأردن الذي وقع على إتفاقية (وادي عربة) مع جيمس بيكر ،والإسرائيلي يوسي بلين ، والفلسطيني جبريل الرجوب، وقدم خلالها برنارد لويس مقترح توحيد الضفة الغربية والأردن وحينها أيضاً صرح الملك عبد الله لا حل على حساب الأردن وهذا يعني أن الأردنسطين فكرة قديمة عمل عليها سراً جيورا آيلاند في مركز بيجن السادات للسلام في العام 2008 قبل أن يكشفها مهدي مصطفي عام 2010.

ملخص القصة ، إذا سقطت المملكة الهاشمية فالدور قادم على المملكة العربية السعودية .

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.