الحمدلله العظيم الجليل الظاهر، الذي علا على جميع خلقه سبحانه وهو القوي القادر، يعلم خائنة الأعين وما تخفي السرائر وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له قدر الموت على عباده وهو على كل شيء قادر، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله أعلا الديان ذكره على المنائر والمنابر فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ماوصل الى القبر ميت وما سار في طريق القبر سائر أما بعد قيل أنه عندما طعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل عليه صهيب رضي الله عنه يبكي، يقول " وا أخاه، واصاحباه، فقال عمر رضي الله عنه يا صهيب أتبكي علي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه" رواه البخاري، وقال الإمام البخاري في ترجمة الباب الذي وضع الحديث تحته "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم.
" يُعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته" وقال الإمام القرطبي " قال بعض العلماء أو أكثرهم إنما يُعذب الميت ببكاء الحي إذا كان البكاء من سُنة الميت وإختياره" ولكن ما النجاة من عذاب القبر ؟ فإسمعوا الى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان" رواه مسلم، ومما ينجي من عذاب القبر ما دل عليه ما رواه النسائي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال صلى الله عليه وسلم " كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة" وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه" وهذا لفظ ابن ماجه وعند الترمذي " ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجه من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه" وهذا بعض فضل الجهاد في سبيل الله والاستشهاد فيه، ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر هو ما ثبت عند أبي داود والترمذي وابن ماجه والنسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى غفر له" فدل هذا الحديث وما جاء في معناه من الآثار.
على أن من حافظ على قراءة سورة الملك وداوم على ذلك وعمل بما دلت عليه فإنها تنجيه من عذاب القبر، ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر هو ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره " رواه الترمذي، وهذا يحمل من أصيب بداء البطن أن يصبر ولا يجزع، ويحتسب الأجر عند الله، وأن يحتسبه أهله كذلك، ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر هو ما رواه الإمام أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر" وهذا محض فضل الله وتوفيقه لحسن الخاتمة، وقد دل على ذلك أن تلك الأعمال من الصلاة والزكاة والصيام وفعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس من أسباب النجاة من عذاب القبر وكربه وفتنه، والجامع في ذلك هو تحقيق التقوى لله تعالى، كما قاله سبحانه " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
إضافة تعليق جديد