رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 8 يناير 2025 9:59 م توقيت القاهرة

مبادئ الإيمان الصادق

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 12 نوفمبر 2024
الحمد لله الذي يمن على من يشاء بالأولاد ويجعلهم فتنة يتبين بها الشاكر الذي يقوم بحقهم ويصونهم عن الفساد والمهمل الذي يضيعهم ويتهاون بمسئوليتهم، فيكونون عليه نقمة وحسرة في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، أما بعد قال الجنيد رحمه الله تعالى الإخلاص سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هوى فيميله ولا يعجب به صاحبه فيبطله الرضا، وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى" فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " وهذان ركنا العمل المتقبل لا بد أن يكون خالصا لله صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ابن القيم رحمه الله تعالى العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملا ينقله ولا ينفعه، وإن من مبادئ الإيمان الصادق أن يحتسب المؤمن كل عمله عند الله تعالى. 

وأن يبتغي الأجر منه، حتى لو بدا هذا العمل على أنه عمل دنيوي بحت، فالمؤمن يعرف كيف يحسن النية في عمله، فيكون فيه الأجر والثواب، في حين لا يحسن غير المؤمن استغلال هذا العمل، فالمؤمن ينوي طاعة الله في كل عمله من أكل ونوم وبيع وشراء وسفر، وسائر الأعمال التي تبدو في نظر البعض أعمالا دنيوية بحتة، والزواج في نظر المؤمنين عبادة حقيقية يتقربون بها إلى الله، كيف لا، وهي في نظرهم وسيلة لإعفاف النفس، وإبعادها عن الحرام، وطريقة لبناء الأسرة الصالحة التي تسهم في بناء مجتمع صالح؟ غير أن ضعف الثقافة الشرعية لدى الكثيرين، وضعف الإيمان والبعد عن الله تعالي أنتج نوعا جديدا من الثقافة السطحية، التي تنظر إلى الزواج وكأنه عقوبة أو معصية، حيث يرى البعض أن الزواج ما هو إلا تكاليف وأعباء ومسؤوليات لا داعي لها. 

ويجب الإبتعاد عن الزواج أو تأجيله بحجة توفير المال والجهد، أما شهوات الإنسان وعواطفه الطبيعية، فلا يرى هؤلاء أن كبتها مضرّ، ولا مانع لديهم من تصريفها في الحرام لأن مسألة الحلال والحرام لا تعنيهم، فالسكن، والهدوء النفسي، والإستقرار، وغض البصر، والبعد عما حرم الله، فبناء أسرة مسلمة وطلب العلم للمساهمة في نهضة الأمة، كلها مصطلحات غير موجودة في قواميس هؤلاء، ومن السخافات التي يطلقها بعضهم هو الدعوة إلى تأجيل زواج الشاب حتى الثلاثين، والفتاة مثل ذلك بحجة تأمين البيت والعمل، وتهيئة الظروف المادية من وجهة نظرهم، في حين أثبت الواقع الملموس فساد هذا الرأيِ وبطلانه، فالزواج ولو مبكرا يجعل الشاب يتحمل المسؤولية، والخطوبة في سن مبكرة تصرف إهتمام الفتى إلى من ستكون شريكةَ حياته فيغض بصره.

بدافعٍ من الإخلاص الذي يكنه لبيته في المستقبل، ويوجه المال الذي كان يغدقه دون حساب إلى البيت الذي يرعاه، ويصون أوقاته التي كانت مهدرة فيوفرها لبيته، فيحصل بالزواج تنظيم للوقت، وترتيب للأولويات، وحسن استغلال أوقات الفراغ فيما ينفع، والزواج المبكر له أهمية خاصة في تأمين الإستقرار والهدوء النفسي، وخصوصا في هذا الوقت الذي تنتشر فيه الإغراءات والفتنة والإختلاط، وما تبثه وسائل الإعلام، وقد كان سلفنا الصالح وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوجون مبكرا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من إستطاع منكم الباءة فليتزوج" وقد خطبت السيدة عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي دون العاشرة، وأصبحت أمّا للمؤمنين تروي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلم المسلمين أمور دينهم. 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.