رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 10 يناير 2025 10:30 ص توقيت القاهرة

مشاركة كتاب الشاعر لزهر دخان في معرض القاهر الدولي للكتاب

 كتب لزهر دخان  
صدر عن دار الأديب للطباعة والنشر والتوزيع كتاب بحثي نقدي بعنوان * نقد الشعر من البلاغة إلى الحداثة * وهو ثمرة مجهود بقلم وفكر الأديب الجزائري لزهر مصطفى دخان . وهذا الكتاب يحتوي على الكثير من الأساليب النقدية المبتكرة . ويتحدث عُموماً عن بلاغة الشعراء قديماً، وحداثة أسلوبهم المعاصر  حداثة ملتصقة بنفس البلاغة القديمة . 
وفي الوقت الحالي يُعرض الكِتاب في معرض القاهرة الدولي الذي إنطلقت فعالياته في نهاية يونيو وسيستمر حتى منتصف يوليو الجاري.  العرض في جناح دار الأديب صالة رقم (1) جناح 25A.. 
ومن بين ما إحتوى الكتاب هذا العنوان الجزائري البارز:
• مقارنة بين  الشعر الجاهلي وقصائد الشاعر الجزائري مُفدي زكريا

جَزَائِر يَا مَطلَع المُعزات      وَيَا حُجَة الله فِي الْكَائِنـَات  

هذا بيت شعر بدأ به شاعر الثورة الجزائرية  قصيدته ، إلياذة الجزائر . التي قال فيها كل شيء في  1000 بيت  . إستطاع نظمها  ليشرح  ما شعر به جراء الوطنية . وما قام به أيام الثورة التحريرية . وهي فِعَال ومشَاعر يُقدمها لنا مُعتمدا عَلى عُروبته فِي كَامل زينتها . مِن بلاغة إلى بديع إلى أشمل  المعاني .

وفي نفس الأبيات الألف  ، لجأ مفدي زكريا إلى الحداثة . فقال كلمته التي سخط بها على المرأة العلمانية الجزائرية :

وبــــــــــــــــــــــــــــعضٌ تزوَّج بالأجنبيَّه    وقال: مثقفةٌ حَضـــــــــــريَّه
تُراقصني وتُراقص هَذا وذاك   وتبعثُ عن حسنِ نيَّه

وفي إلياذة الجزائر الكثير من البلاغة  والشاعرية . ومع هذا لم يَستسلم الشاعر ويُسلم إلى  الله أمره . ويكتفي بما وضع عَليه قومه من جادة الصواب . فيُمدد قوله ليبلغ الألف بيت . قال في  أولها إن الجزائر مطلع المعجزات . وكذلك حجة الله في الكائنات . أي هي من بين المُقدسات التي عندما تفهم سبب وجودها ، تقتنع بأن الله في الوجود.

ولا بد أنك ستعجب بالكثير من علوم وأدب مفدي زكريا . عندما يتأثر بالجزائرالجميلة .التي هداه جمالها ليخرج من الجاهلية . ويدخل في إسلامها ، سالكاً طريق حُسنها متوجها إلى ربهِ . ويظهر هذا في قولهِ:

فلولا جَمالُك مَا صَحَّ ديني     وما إن عَرفتُ الطريقُ لربي!

ثم  هناك  شعب له نصيب من قلم مُفدي . الذي أقنعته ثورة التحرير الجزائرية بوجود شعب يُلبي نداء المجاهدين ، الذين كان من بينهم . وبالتالي  أجبرته شجاعة الشعب على وضعه في منزلة مقدسة ، وصفها وصفاً يُساوي بينها وبين الإسلام:
ولولا العقيدَةُ تغمرُ قلبي     لما كنتُ أُومن إلا بشعبي!

ومثل هذا الكلام الجاهلي  موجود في كلامه رحمه الله   - متوفي سنة 1977 بتونس -   وموجود بكثرة تجعل شعره قريباً من أفكار الإنسان الجاهلي . أو المخضرم ، الذي عاصر الجاهلية والإسلام . ولكنك لا تستطيع الإنتباه إلى جاهلية شعره ،لآنه ينسج أبياتا لا تخلو من أسماء المكان والإنسان . اللذان يذكران بالأن ويُنسيان في سالف العصر والأوان. كالجزائر ومدنها وفرنسا وفتنها ، ومعالم بلاده وبلاد  العرب والعالم .  وكذلك تدُور الأفكار الأسَاسية لقصائده ، حول أحداث وقعت فِي العَصر الحديث . كحَرب التحرير والقضية الفلسطينية .
و طالما  رسم مفدي  إبتسامات  للرب  في  أبيات شعرهِ . وقال أنه بريء مِن  التي سَحرته  ، والجزائر فقط هي من سَحرته .  فمثلاً قال:

ويَا بَسمَةَ الرَّب فِي أرْضِهِ       وَيَا وَجْهَهُ الضَاحِكَ القسَمَات

وعندما نفهم أنها أوصاف لوطنهِ  ، نبتعد عن الشكِ في  كونهِ شاعر جَاهلي . بَل ونفهم تلقائيا أنه قول شاعر سَماه  والده   *زكرياء - بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عَيسى . ولقبه  زميله سُليمان بوجناح بلقب *مُفدي* .  وعاش شهيراً بلقبه مُفدي زكريا شاعر الثورة الجزائرية-1-.*

وكذلك يُغني  مفدي زكريا لشهر الحرية والإنعتاق .  ولا يسمح بأن يكون له أوصاف . يُفهم منها  ما يُنقص من شهر النصر  . وإندلاع ثورة التحرير في الفاتح من نوفمبر تشرين الأول 1954 فيقول :

نُــــــــوفمْبَرُ جَلَّ جَلالُك فينا        ألستَ الذي بَثَّ فينا الـــيقينا 
سَبحْنا على لججٍ من دمَانا         وللنَّصْرِ رُحنا نسوقُ السفينا
وثُـــــرنا، نفجِّر نَارًا ونورًا        ونصْنعُ من صُلبنا الثائرينا!؟

وبهذه الحُلول أصبح نوفمبر صاحب جلالة للأسباب كثيرة . أولها قدرته على إنتزاع تاج الإستعمار من فوق رأس فرنسا . وتحويله إلى تاج مُلك لمالك شرعي  ، ووضعه فوق رأس الجزائري ، الذي أصبح حُرا بعد التضحيات. وإكتمل إيمان مفدي بفوز شعبه فقال :
هو الشعبُ … آمنتُ بالشَّعبِ فردًا    فَصِرتُ بخالقه مؤمنَا!
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- -1-بلقاسم بن عبد الله، الأدب الجزائري وملحمة الثورة، ج1، منشورات الحضارة، الجزائر، ط2013 ،1، ص1 .129
2- - بلقاسم بن عبد الله، الأدب الجزائري وملحمة الثورة، ص129.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.