رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 8 سبتمبر 2025 6:20 ص توقيت القاهرة

مصدر الأسوة الحسنة للإنسان

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظلم الشهوات، وأخلص عقولهم عن ظلم الشبهات، أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة، وبراهين عظمته القاهرة، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله، واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات، شهادة تقود قائلها إلى الجنات وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، والمبعوث إلى كافة البريات، بالآيات المعجزات، والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة، وأصحابه الفضلاء الثقات، وعلى أتباعهم بإحسان، وسلم كثيرا ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن بدعة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، وكيف يتم الإحتفال به من بعض الجهال مروجي البدع والفتن، ومن البلايا المضحكات. 

أن خطيبا مفوّها وقف في ليلة الإحتفال بمولد الرسول ليوصف بطولته صلى الله عليه وسلم وشجاعته، فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم سوبرمان مسلم، وكانت مغامرات سوبرمان تملأ قريتي، كما تملأ عالم أطفال المسلمين، ومعلوم أن الخطيب المفوّه قد زج بكلمة مسلم ليفرق بين السوبرمان المسلم، والسوبرمان الكافر، فإذا بالمصلين يطلقون صيحات الإعجاب، وترديد الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك الرجل الخارق للعادة، وهذا الربط القصصي المتسق مع الذوق الشعبي العام للجماهير، مع وجود الموروث الثقافي الضحل الغائر في الوجدان يعد قراءة نفسية تعويضية لحقيقة السيرة الغائبة في واقع الناس ودنياهم، كما نلجأ تماما للنكتة، إحتجاجا على وضع غير مفهوم، وغير مقبول إن فهم، فهذا الربط الشعبي في وجدان الناس. 

هو المفهوم الذي علق بأذهانهم عن السيرة النبوية التي هي التجسد الشخصي للنبي في حياة العامة حتى كادوا لا يعرفون عنها سوى عطر الذكرى، ورحيق الماضي، هذا الربط الذي يقدم لهم عن طريق الأغنيات والأناشيد من الجهات أصحاب الطرق التي يتغنى بها أولئك الماجنون والماجنات، وهؤلاء الشعراء ذوو الكلام الركيك، ويقول الإمام الغزالي " إن المسلمين الآن إلا من رحم ربك يعرفون عن السيرة قشورا خفيفة، لا تحرك القلوب، ولا تستثير الهمم، وهم يعظمون النبي وصحابته عن تقليد موروث، ومعرفة قليلة، ويكتفون من هذا التعظيم بإجلال اللسان أو بما قلت مؤونته من عمل، ومعرفة السيرة على هذا النحو التافه تساوي الجهل بها، وإنه من الظلم للحقيقة الكبيرة أن تتحول إلى أسطورة خارقة، ومن الظلم لفترة نابضة بالحياة والقوة أن تعرض في أكفان الموتى. 

وإن حياة نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ليست بالنسبة للمسلم مسلاة شخص فارغ، أو دراسة ناقد محايد، كلا إنها مصدر الأسوة الحسنة التي يقتفيها، ومنبع الشريعة العظيمة التي يدين بها، فأي حيف في عرض هذه السيرة؟ وأي خلط في سرد أحداثها؟ إساءة بالغة إلى حقيقة الإيمان نفسه" وللأسف الشديد تحولت السيرة النبوية بكل بهائها وجلالها في حس عوام المسلمين، بل عند بعض من ينتسب إلى أهل العلم خاصة المؤسسات الدينية كالأزهر والأوقاف مثلا إلى مجرد الإحتفال بمولده، حتى صار الإحتفال بالمولد هو الحقيقة الجوهرية للسيرة النبوية، والصحيح أنه لا علاقة بينهما البتة، إنما هو بدعة صوفية، وحيلة شيطانية مارقة، وأن هذه المسألة مما لبس به إبليس لإغواء بني آدم وإضلالهم، استغلها أعداؤنا وشجعوا عليها، وأعانوا هؤلاء أصحاب الطرق الدينية على فعلها والمداومة عليها.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.