كتبت : أمل ربيع
في 26 سبتمبر الماضي وضعت المضيفة المصرية سمر عز الدين صورة على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تشير للغرق أثناء العمل حيث نشرت صورة لمضيفة تحمل حقيبتها في البحر وخلفها طائرة محترقة.
المضيفة الجوية التي لقيت مصرعها اليوم الخميس في حادث الطائرة المصرية قرابة إحدى الجزر اليونانية كتبت على صفحتها هذه النبوءة وتوقعت أن تموت غرقا، وقالت ذلك لزملائها كما كانت حريصة على أن تضع على صفحتها عبارات قرآنية وأدعية وأقوالا مأثورة عن الموت والحسد.
أحد أصدقاء سمر ويدعى تامر عبده أمين علق على تلك الصورة قائلًا: إن سمر وضعتها 4 مرات الأولى عندما تسلمت العمل بمصر للطيران في مايو من العام 2014 والثانية فـي يونيو2015 والثالثة فـي يناير الماضي والرابعة والأخيرة في مارس الماضي، مضيفا أنه كان لديها إحساس شديد بأنها ستموت بتلك الطريقة.
سمر كانت تعمل في إحدى شركات المحمول الكبرى في مصر واستمرت بها لمدة عامين، قبل أن تنتقل للعمل كمضيفة لمصر للطيران في مايو من العام 2014. وقالت أنوار خالد، خالة سمر عز الدين صفوت يوسف، مضيفة الطائرة المصرية المفقودة، إنها لا تعلم حتى اللحظة الراهنة مصير ابنة شقيقتها، وما إذا كانت على قيد الحياة من عدمه، موضحة أنها متواجدة رفقة عدد كبير من أسر وأهالى الطائرة المفقودة بأحد فنادق المطار في انتظار معرفة مصيرها، سواء كانت حية أو لاقت حتفها، واستطردت: "مفيش مسئول جه يطمنا عليهم لحد دلوقتي، وبنتابع أخبارهم زي باقى الناس من التليفزيون، شوية نسمع الطائرة وقعت في المية، وشوية نسمع لاقينا حطام الطائرة، ومفيش مسئول عايز يبل ريقنا لحد دلوقتي بكلمة يطمن قلوبنا المحروقة على ولادنا".
وأضافت باكية، "حرام اللى بيحصل ده، أختي منهارة على بنتها وهتموت مني، وسمر لسه عروسة جديدة، معداش عليها إلا 6 شهور فقط، ومكملتش 27 سنة، وشغالة مضيفة في شركة مصر للطيران بقالها سنة تقريبا، وكان نفسها يبقى عندها ولاد زي أي بنت".
وروت تفاصيل آخر مكالمة لها مع ابنة شقيقتها، أمس الأربعاء، "قلت لها أزيك يا سمر، عاملة إيه طمنيني عليكي وعلى أخبارك، إنتي كويسة، وردت قائلة، الحمد لله يا خالتي أنا كويسة"، مشيرة إلى أن سمر معتادة، بحكم طبيعة عملها، على السفر داخل وخارج مصر.
وأضافت أنوار، أن شقيقتها في حالة انهيار منذ سماع خبر فقدان الاتصال مع الطائرة، ولم تستطع تمالك أعصابها حتى اللحظة الراهنة، قائلا "ربنا يقوينا ويصبرنا".
وذكرت أن "سمر" خريجة كلية الآداب جامعة عين شمس، وتقيم في منطقة حدائق القبة مع زوجها، وكانت محبوبة وسط زملائها.
وكانت شركة "مصر للطيران" قد أعلنت في وقتٍ سابق اختفاء طائرة مصرية أثناء رحلة من باريس إلى القاهرة، وعلى متنها 66 شخصًا بينهم ثلاثة أطفال، بعد دخول المجال الجوي المصري بعشرة أميال.
واختفت الطائرة المصرية بعد دقيقتين فقط من خروجها من الأجواء اليونانية، فيما ذكرت مصادر بالمراقبة الجوية المصرية أنَّ آخر ظهور للطائرة قبل اختفائها كان عند نقطة كومبي بين مصر واليونان.
وأعلنت القوات المسلحة تكثيف جهودها في البحث عن الطائرة المصرية التي أقلعت من مطار شارل ديجول بفرنسا، فجر اليوم الخميس، وتعرَّضت للاختفاء.
وقال المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء إنَّه لا يستبعد فرضية العمل الإرهابي بشأن حادث الطائرة، ونقلت "سكاي نيوز عربية" عن إسماعيل تأكيده أنَّ أعمال البحث لا تزال جاريةً للتوصل إلى الطائرة وكشف أسباب الحادث.
وصرَّح شريف فتحي وزير الطيران المدني بأنَّ الطائرة لا تزال مفقودةً، وأنَّ كل الاحتمالات واردة بما فيها فرضية "العمل الإرهابي".
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إنَّه لا يمكن استبعاد أي فرضية بشأن الحادث، لافتًا إلى أنَّه يتم التنسيق مع السلطات اليونانية والمصرية لإرسال الطائرات والقوارب للبحث عن الطائرة، وأنَّه سيتم إعلان أسباب الحادث فور التوصل إليه.
إضافة تعليق جديد