رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 27 سبتمبر 2024 7:59 م توقيت القاهرة

معرفة اكثر وأسرار اكثر لدي الرجل الحديدي

الرجل الحديدى .....الجزء الثالث عشر   بقلم مالك عادل

الشاطر كان يدرك أن تحركا ما جاء من داخل المجلس العسكرى الحاكم كان وراء إبعاده، وكان الشاطر لايميل كثيرا لمحمد مرسى، وكان النفور فى الواقع متبادلا من كلا الطرفين فمحمد مرسى كان يرى فى الشاطر مجرد تاجر شاطر، بينما كان الشاطر نفسه يرى أن محمد مرسى تم فرضه على الجماعة من أمريكا، وأنه مدعوم بشكل أو بآخر، مما سمح له بالصعود داخل الجماعة بأسرع مما ينتظر له فمرسى لم يكن له أى علاقة بالإخوان قبل سفره لأمريكا وحتى بعد سفره لأمريكا لم يكن معروفا عنه أى نشاط ضمن صفوف الإخوان، وكل ما كان يربطه بالمجتمعات الإسلامية فى أمريكا هو علاقة باهتة بالمركز الإسلامى فى أمريكا الذى زاره مصطفى مشهوربعد أحداث سبتمبر عام 1981اثناء رحلة هروبه من مصر.

اما بالنسبة لعمر سليمان فكان يعرف أكثر من ذلك بكثير، فكان يعرف أنه أثناء زيارة مصطفى مشهور للولايات المتحدة الأمريكية قامت عناصر من المركز الإسلامي فى أمريكا بتعريفه إلى ضباط من "إف بي آي" والذين بدورهم قاموا بتعريفه لضباط من "السى آى إيه"، وهم من حدثوه عن محمد مرسى الطالب النابه المحب للإخوان والصديق للعديد من الأمريكان الطيبين فى تلك الفترة كانى محمد مرسى يعانى كثيرا فى دراسته بسبب ضعفه فى اللغة الإنجليزية، لكنه فى النهاية لم يكن يتعثر لأسباب ظلت مبهمة، ورغم أن محمد مرسى قد نشأ فى أسرة فقيرة، واضطر أن يلتحق بالمدينة الجامعية أثناء دراسته توفيرا للمصروفات، ولكنه استطاع أن يستضيف مصطفى مشهور فى منزله الذى لم يكن يختلف كثيرا عن منازل الطبقة المتوسطة الأمريكية، وأثناء ذلك تحدث مشهور مع مرسى أنه يضع لائحة لإعادة إحياء التنظيم الخاص والدولى للجماعة وكان محمد مرسى عضوا بالجماعة قبل أن ينتهى مشهورمن وضع اللائحة الجديدة.

ومع عودة الخائن مرسى إلى مصر تم تصعيده داخل الجماعة نفسها، حيث أصبح مسئولا عن القسم السياسى للإخوان فى محافظة الشرقية ثم تم الدفع به فى انتخابات مجلس الشعب عام 2000ليصبح بعدها وبطريقة غامضة رئيس كتلة نواب الإخوان داخل البرلمان وعضو بمكتب الإرشاد، وبينما شهد عام 2000 القبض على عدد من أساتذة الجامعة المنتمين للجماعة وأحيلوا للقضاء العسكري إلا ان مرسى كان الوحيد الذى أنجي من هذا المصير.

وهنا كان عمر سليمان يعرف تماما، أن الشاطر كثيرا ما سال مرسى عن اللغز وراء عدم اعتقاله ومحاكمته عسكريا على خلفية تلك القضية لتأتي بعدها قضية ميليشيات الأزهر عام 2006 ليتم القبض على معظم قيادات الإخوان بما فيهم خيرت الشاطر دون أن يسال أحد عن محمد مرسى الذي بقى إلى هذه اللحظة القيادى الإخواني الوحيد الذى لم يتم القبض عليه أو حتى تحويله إلى محاكم عسكرية، وكان دائما يتغيب عن اجتماعات تنظيمية يتم القبض على من فيها، ولم يتم القبض عليه إلا مرة واحدة أثناء حركة القضاة التى قضى على ذمتها حوالى سبعة أشهر فى سجن مزرعة طرة الذى أنفق عليه 75 ألف جنيه من أموال الإخوان، وهناك لم يكن مرسى يقضى يومه كأى سجين عادى، لكن يمكن اعتبارها فترة استجمام حقيقية وجدها البعض مجرد ذرا للرماد فى العيون.

وفى عام 2005 كان محمد مرسى أحد الداعمين لتوريث جمال مبارك الأمر الذى دفعه للقاء زكريا عزمى بالقصر الجمهوري لوضع خطة مساندة الإخوان لتوريث جمال مبارك مقابل حصول الإخوان على مقاعد برلمانية وعدد من المقاعد الوزارية لكن عنصر من داخل الرئاسة فى ذلك الوقت قام بتسريب تفاصيل الاجتماع لإحدى الصحف الكويتية ليتم كشفها وفضحها وبعدها حدث تباعد بعض الشىء بين الرئاسة والإخوان لقناعة الرئاسة بأن الإخوان يسربون كل ما يتوصلون إليه، بينما كان الإخوان يصرون على أن عناصر داخل الرئاسة لاتريد هذا التحالف.

لكن فى النهاية كان محمد مرسى هو من استقرت عليه الإدارة الأمريكية فى النهاية، وأزاحت من طريقه شخصيات لها وزنها وقادرة على المنافسة بشكل أو بآخر للدرجة التى دفعت بهيلارى كلينتون شخصيا القدوم إلى مصر عشية الانتخابات الرئاسية، وعقدت لقاء مع المشير طنطاوى لم يتناول سوى مغبة وصول منافسي مرسي للحكم وعدم استعداد الولايات المتحدة التعامل مع رموز من الماضي، وفي النهاية ووسط اجواء مليئة بالشكوك ثم التغاضى عن عمليات تزوير واسعة، وتم تجاهل مخالفات مؤثرة فى العملية الانتخابية وحتى فى فرز الأصوات لتعلن نتيجة الانتخابات الرئاسية متأخرة أيا ماكان موعدها.

ورغم ذلك أعلنت النتيجة بشكل من الإيجاز المخل، وتم التغاضى عن أي شىء فيما عدا أن محمد مرسى أصبح الرئيس المصرى، بعد أن تم الاطاحة على طول الطريق بشخصيات أخرى من داخل الإخوان، لتدخل مصر مرحلة جديدة تماما مخيفة إلى اقصى درجة وشخصية بامتياز ومبهمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى

الى اللقاء مع الجزء الرابع عشر

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.