إنها الصحابية الجليلة "ﺃﻡ ﺷﺮﻳك" واسمها ﻏَﺰٍﻳَّﺔُ ﺑﻨﺖ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺣﻜﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﺳﻴﺔ، ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺩﻭﺱ، ﻣﻦ ﺍﻷﺯﺩ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ: "ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺃﻡ ﺷﺮﻳﻚ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺄﺳﻠﻤﺖ مع أول من أسلم في مكة البلد الأمين ...
فلما رأت تمكن الكافرين ... وضعف المؤمنين ...
حملت هم الدعوة إلى الدين ... فقوي إيمانها ،وارتفع شأن ربها عندها ...
ثم جعلت تدخل على نساء قريش سراً فتدعوهن إلى الإسلام ...
وتحذرهن من عبادة ألأصنام ...حتى ظهر أمرها لكفار مكة ...
فاشتد غضبهم عليها، ولم تكن قرشية يمنعها قومها ...
فأخذها الكفار وقالوا : لولا أن قومك حلفاء لنا لفعلنا بك وفعلنا، لكنا نخرجك من مكة إلى قومك ...
وتقول الصحابية الكريمة : ﻓﺎﺭﺗﺤﻠﻮﺍ ﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻞ ﺛﻔﺎﻝ ﺷﺮ ﺭﻛﺎﺑﻬﻢ ﻭﺃﻏﻠﻈﻬﺎ ﻳﻄﻌﻤﻮﻧﻲ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ ﻭﻻ ﻳﺴﻘﻮﻧﻲ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺳﺨﻨﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻧﺤﻦ ﻗﺎﺋﻈﻮﻥ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻓﻀﺮﺑﻮﺍ ﺃﺧﺒﻴﺘﻬﻢ ﻭﺗﺮﻛﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﺘﻰ ﺫﻫﺐ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﺳﻤﻌﻲ ﻭﺑﺼﺮﻱ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺑﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﺗﺮﻛﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻤﺎ ﺩﺭﻳﺖ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﺄﺷﻴﺮ ﺑﺈﺻﺒﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ.
وتقول : ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻟﻌﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺍﻟﺠﻬﺪ، ﺇﺫ ﻭﺟﺪﺕ ﺑﺮﺩ ﺩﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻱ ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺴًﺎ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﺛﻢ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﻣﻨﻲ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻓﻠﻢ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﺛﻢ ﺩﻟﻲ ﺇﻟﻲَّ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺴًﺎ، ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﺛﻢ ﺩﻟﻲَّ ﺇﻟﻲَّ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺭﻭﻳﺖ ﻭﺃﻫﺮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ ﻭﻭﺟﻬﻲ ﻭﺛﻴﺎﺑﻲ.
فلما استيقظ الكفار، وأرادوا الارتحال ... أقبلوا إليها ... فإذا هم بأثر الماء على جسدها وثيابها، ورأوها في هيئة حسنة ... فعجبوا ... كيف وصلت إلى الماء وهي مقيدة .
فقالوا لها : حللت قيودك ... فأخذت سقائنا فشربت منه ؟
قالت : لا والله ... ولكنه نزل علي دلو من السماء فشربت حتى رويت .
فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا : لئن كانت صادقة لدينها خير من ديننا .
فتفقدوا قربهم وأسقيتهم ... فوجدوها كما تركوها ... فأسلموا عند ذلك ... كلهم ... وأطلقوها من عقالها وأحسنوا إليها ...
أسلموا كلهم بسبب صبرها وثباتها ... وتأتي أم شريك يوم القيامة وفي صحيفتها ... رجال ونساء ... أسلموا على يدها .
وقد روى قصتها العجيبة العديد من كتب السنة ..
إضافة تعليق جديد