بقلم / سماح عزازي
يا من سكبتَ النورَ في عينيَّ فابتسمتْ
أيامُ عمري، وزالَ الهمُّ والتَّعبُ
أتيتَ مثلَ غمامٍ هَطَّلَتْ يدُهُ
فسالَ في صحرَواتِ الروحِ ما عَذُبُ
كنتَ الرجاءَ إذا ضاقَ الزمانُ بي
وأنتَ في لحظتي الأمنُ الذي وجَبُ
ما كنتُ أحيا بغيرِ الحلمِ أرسمهُ
حتى أتيتَ، فكان الحلمُ واقتربوا
أحيا بذكركَ، إن طالَ الغيابُ بنا
كأنَّ قربَك روحي، والبُعدُ مُنتَحَبُ
كنتَ العبيرَ، فما الذي أبقاكَ في قلبي؟
حتى غدوتَ بكلِّ أيّامي هوىً يَجبُ
كلُّ الذين مرّوا مرَّ سحابةٍ ومضتْ
إلاكَ، أنتَ على شواطئ روحي اصطحبوا
أصبحتَ أقربَ لي من نبضِ أوردتي
وسكنتَ روحي سُكنَ ظلٍّ دافئٍ عَذُبُ
أأنتَ وعدٌ من الرحمنِ أُنزِلَ لي؟
أم دعوةٌ مستجابةٌ كانتْ بها السُّحُبُ؟
ما جئتَ صدفةَ، فالصدفُ ضبابُ مُنىً
إنما أتيتَ بوعدِ غيبٍ خطَّهُ الكُتُبُ
أتيتَ والنورُ في عينيكَ يوقظني
فأزهرتْ بعد طولِ التيهِ لي السُّحبُ
صرتَ الأغاني، وصار الدفءُ موطني
وصار همسكَ في ليلي هو الطَّرِبُ
أراكَ في مقلةِ الأحلامِ قبل رؤىً
وألمسُ الدفءَ في أنفاسِكَ العَذُبُ
كلُّ الدروبِ إذا سرتُ ارتوتْ بكَ لي
كأنك الوطنُ المحبوبُ والمَحَبُ
لم أعرفِ العشقَ إلا حينما التقَتِ
عيني بعينِكَ، فانجابَ الأسى العَجُبُ
كنتَ البدايةَ، لا تُمحى من الذاكرةِ
وكلُّ بدءٍ بنا يمتدُّ ما انقلبوا
فابقَ، ولا تجعلِ الأقدارَ تَفصلُنا
فقد أغلقتُ عليكَ القلبَ وانسكبوا
خذ من حياتي سنينًا إن أردتَ، فما
عُمري بغيرِكَ إلا فراغٌ ناءَ واحتَجَبوا
علّمتَني أنَّ قلبي أرضُ مملكةٍ
وأنتَ غيثُ ربيعٍ هاطلٌ عَذُبُ
أنتَ الأمانُ إذا ما الليلُ أقلقني
والظلُّ إن أحرقتني شمسُها الغَضُبُ
كم جئتَ في حلمي العذبِ الذي سكنَتْ
أطيافُهُ قبل أن تأتي وتقتربُ
وكم عبرتُ الليالي بحثَ مقلَتِكُمْ
حتى وجدتُكَ في ميعادِنا تَحبُ
فلا تتركني، فإن البُعدَ يُنهِكني
والقربُ يحييني، والبُعدُ الذي يَثبُ
إن غبتَ، غبتُ، وإن تبقَ، فالحياةُ أنا
وإن رحلتَ، فقلبي دونَ نبضٍ يَثبُ
فابقَ بقلبـي، فما بعدَك لي وطنٌ
ولا تُسلِمِ الروحَ للغيابِ، إن الغَيبُ
أنتَ الحياةُ، إذا ابتسمتَ، أشرقتْ دُنايْ
وإن رحلتَ، أتى للعمرِ ما نَهَبوا
خذ يديَّ، ودعنا نمضي بلا وجلٍ
حتى ختامِ الهوى، فالحبُّ ما كَتَبوا
سأكتُبُ اسمَكَ في قلبي، وأحرسُهُ
حتى إذا ما مضى العمرانِ واحتَجَبوا
وإن رحلتَ، فخذ ذكرايَ تسكنها
فأنتَ من علَّمَ الأشواقَ ما الطَّلَبُ
تبقى كما كنتَ في روحي وفي كبدي
سرًّا مقدسَ، لا يخبو ولا يَذُبُ
وتبقى أنتَ لقلبي فرحةً أبدًا
مهما تبدلتِ الأزمانُ أو قَلبوا
وإن سألتَ غدًا: من كنتُ في زمنٍ؟
فقل: أنا كنتُ في قلبٍ لهُ نَسَبُ
إضافة تعليق جديد