السطور القادمة تروي مأساة طفل مصري مقيم في المملكة العربية السعودية ، تعرض لحادث سير منذ 8 سنوات ، و تسبب في إحداث إعاقة كلية له.
إلى هنا و تكاد تكون القصة عادية وليس فيها ما يدعو لطرحنا للمشكلة و الإستغاثة التي أرسلها والد الطفل ، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً ، فإلى جانب حسرة الأب على فلذة كبده و ما أصابه ، تأتي حسرته الأكبر بأن تم رفض التكفل بمصاريف علاج الطفل في المملكة كما هو العرف السائد هناك في مثل هذه الحالات و السبب أنه مقيم و ليس مواطن !!!!
فهل يرضى جلالة الملك و خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن يُجزأ شرعُ الله و يُتبع منه ما يُتبع بحسب الأهواء و القناعات الشخصية ؟
بالطبع لم و لن يحدث ، و لأننا نثق في عدالة جلالتكم و عدم قبولكم بالظلم الواقع على أي فرد يسكن أرض المملكة ، نناشد سيادتكم في النظر بعين الرحمة و الرأفة لحال الأب المكلوم و إعطائه حق ولده بما يرضي رب العالمين .
تفاصيل الواقعة جاءت من خلال رسالة الأب الحائر ( م . أ . ع ) في كلمات يعجز اللسان فيها عن التعبير لما آل إليه حالهم .
يقول الوالد في رسالته :
( يوسف هو إبني الوحيد و قد أتت سيارة مسرعة يقودها سائق متهور منذ 8 سنوات ، ودهس إبني من أمام باب المنزل ، و كانت نتيجة الحادث شلل نصفي أيسر لا يجلس لا يتكلم لا يمشي و لا يرى بالعين اليسرى ، وشلل في اليد إلى جانب إستئصال الطحال وعجز في القدم مع كسر في الفخذ و ضمور في المخ وهذا واضح في التقارير الطبية ، وطول فترة ست سنوات و أنا أعالج ابني على حسابي ، وأصبحت الإصابات مستديمة ، ودخلت المعاملة إلى المحكمة لمدة 6 سنوات رقم 72283/31 بتاريخ 11/11/1431 وحكمت المحكمة بمبلغ الدية والحمد الله و رضيت بهذا الحكم رقم الصك الشرعي 17/8 بتاريخ 11/8/1433 وإصدار القرار أ/ق/34293267 بتاريخ 9/8/1434 .
و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فقد صدر حكم صك إعسارللجاني زوراً و بهتانا برقم35194309 بتاريخ 1435/4/2 . 8سنوات وأنا أعالج إبني على نفقتي الخاصة حتى أصبحت مديوناً ، و بعد أن كان لي حق أصبحت أنا الجاني و أدخل السجن بسبب علاجي لطفلي الوحيد .
ليس هذه فقط ، بل حدث ما هو غير متوقع و لا يرضى به رب العالمين ، حيث انتقلت القضية من المحكمة العامة إلى وزارة القضاء بالرياض وكانت المفاجأة أن بيت المال لم يوافق على الصرف لأن الطرفين أجانب ، إذ ليس لي الحق في إسترجاع حق إبني ، مع العلم أن الكفيل إستخرج تأشيرة خروج نهائي بسبب أن كفيل الجاني من نفس العائلة ولم يراعي ظروفي أو ظروف إبني الذي كان يعالج في مستشفى الأمير سلطان برقم 33149 , مما جعلني مهدد بدخول السجن لعجزي عن السداد و بذلك لم أعد قادراً على استكمال علاج فلذة كبدي بسبب الديون المتراكمة وقلة ما في يدي,, حيث أن راتبي لم يعد يكفي لتوفير أبسط ضروريات الحياة المعيشية لأسرتي ، وأنا أعيش في ظروف قاسية ومريرة بما تحويه هذه الكلمات من معاني , وأعيش وضعاً سيئاً لا أحسد عليه بل يرثى له, و هو الحاجة والفاقة والعجز عن التسديد, والخوف من المصير المظلم الذي بات يهددني ويهدد حياة أسرتي ومستقبل أطفالي ، فإن لم أستطع سداد ديني فمصيري السجن!!
و بعد أن أظلمت الدنيا في وجهي، تذكرتكم بعد الله أملاً في أن تجدوا لي حلاً للخروج من تلك الأزمة ، رقم المعاملة 86434 بتاريخ 12/4/1436 ، وجميع بياناتي ، موجودة ضمن المعاملة داخل الديوان الملكي ، رقم الإقامة 2097391466 بتاريخ 24/8/1438 ) .
بهذه الكلمات الحزينة إختتم والد يوسف كلماته التي تقطر ألماً و حزناً على حال ولده و الظلم الواقع عليه ، و نحن من هنا من منبر جريدة مصر 24 نناشد جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين بالتدخل لإنصاف المظلوم و رسم البسمة على وجه طفل حكم عليه القدر بأن يظل حبيس نفسه طيلة عمره بسبب إهمال و ظلم من لا ضمير له ، و من المؤكد أن راعي البلد الذي نزل فيه القرآن الكريم هو ذاته من نثق في عدله و إنصافه و تطبيقه لما جاء من شرائع و أحكام بين طياته .
و ختاماً نرفع أصواتنا إلى نقابة المحاميين بجمهورية مصر العربية و إلى كل محامي شريف ، لننقذ يوسف و نساعده في إستكمال رحلة علاجه .
إضافة تعليق جديد