هل الإستثمار المستقبلي في رأس المال المعرفي هو الطريق للتنمية؟!

كتبت دكتورة /#مروةماهر

#سفيرة_التحفيز

#باحث_ماجستير_قانون_تخصص_إقتصاد

أولاً نوضح معني مصطلح ( رأس المال المعرفي ) وهو عبارة عن عدد من المكونات غير المادية :-

١/ الأصول البشرية:- من معارف ومهارات وإبداع وخبرة ورأس مال بشري

٢/الأصول الفكرية:- من معلومات ومذكرات مكتوبة وبيانات محددة يتم التعاملةمعها بدلًا من الأفراد مثال الخطط والتصميمات الهندسية وبرامج الحاسب الآلي

٣/الملكية الفكرية:-وهي تلك الحقوق التي تحمي الافكار والمعرفة فالمعلومات لها قيمة تجارية لصالح صاحبهاوتحقق له ميزة تنافسية في الأسواق

٤/الأصول الهيكلية:-وهي تشمل الثقافة والنماذج التنظيمية والإجراءات وقنوات التوزيع

٥/رأس مال العلاقات:-وهو يعكس طبيعة العلاقات التي تربط اي منظمة بعملائها ومورديها ومنافسيها وأي طرف آخر يساعد في تطوير وتحويل الفكرة إلي منتج او خدمة

*لذلك نري أن رأس المال الفكري هو عبارة عن إستراتيجية نجاح في المستقبل وهو السبيل إلي التنمية والإستثمار الناجح لذلك لابد من تنمية برامج إدارية تركز علي رأس المال المعرفي والإستفادة من الموارد البشرية ذات الفكر المستنير والإبداع التي تحتاج فقط إلي تدريب لكي تنطلق في طريق التقدم وتواكب التكنولوجيا الحديثة والتغير السريع في كل شيء

وبذلك نجد أن رأس المال المعرفي هو المفتاح الرئيسي المحدد للتنمية والذي سنجده في هذه الألفية متفوق ومسيطر علي باقي رؤوس الأموال لذلك لابد من تسليط الضوء عليه وتبصير الناس بماهيته وآلياته وذلك من خلال الإهتمام بالبشر من حيث إعدادالكوادر البشرية التي تمتلك فكر ومعرفة ثرية بحاجة للتدريب لزيادة تلك المعرفة وإستخدامها في تنمية المجتمع لأنه عندما نهتم بإعداد العنصرالبشري على أكمل وجه فإنه يصبح من السهل تنمية ودعم قدرات باقي رؤوس الأموال

ولذلك يجب تفعيل كل الإستراتيجيات المتاحة لكسب ودعم المزايا التنافسية التي تجعل البيئة العربية تتفوق على منافسيها وذلك من خلال إستثمار في رأس المال المعرفي بصورة أكثر مما هي عليه ولن يتحقق هذا الأمر إلا إذا امتلكت هذه المنظمات الكوادر البشرية المؤهلة مع توفير ثقافة تنظيمية تمتاز بالإبداع والابتكار

حيث أن رأس المال الفكري في العالم بقيمته رأسي المال المادي والمالي لأن قيمة ما نعرفه أي القيمة الغير محسوسة لما أبدعناه قد تتجاوز قيمة الموارد المادية و المالية الأخري

لذلك نجد أن إجابة السؤال عنوان المقال هي (نعم) لأن رأس المال الفكري يلعب دوراً رئيسياً في جميع الصناعات التي تعتمد على براءات الإختراع وعلى حقوق النشر، بما في ذلك ما في الغرب من صناعات عدة وصناعة الدوائيات والكيميائيات، والإلكترونيات والترفيه والنشر وغيرها من المجالات الاخري

أهمية رأس المال الفكري تكمن في القرن الحالي وفي ظل اقتصاد المعرفة اذ انه يمثل القوى الفكرية العلمية القادرة على إجراء التعديلات والتطورات والتكيفات الأساسية على لإحداث التقدم في جميع مجالات الأعمال بالمنظمات والمؤسسات المختلفة ونلاحظ الكثير من الشركات العديدة مثل الشركات الإستشارية والمهنية المتخصصة والشركات الرقمية وغيرها من تلك النوعية ليس لها رأس مال مادي كبير وإنما رأس مالها الحقيقي يتمثل في أصولها الفكرية المعرفية بشكل أساسي

لذلك نجد تحويل الإستثمار في الموارد المادية انتقل إلي الإستثمار في المعرفة لأن قيمة الثروة انتقل من عمل الأشياء الى العمل المعرفي و من الموارد الطبيعية الى إستغلال الأصول الفكرية والمعرفية التي تؤدي إلي التقدم بصورة اسرع وأقوي وذلك لأن الأموال يمكن اقتراضها، ولكن لا توجد بنوك ومؤسسات لإقراض الأفكار والمعرفة التي هي السبيل الوحيد للتقدم

*لذلك في النهاية نصيحتي لكل مؤسسة أن تستثمر في عناصرها المعرفية وتستفيد من الكوادر المعطلة وتقوم بتدريبهم والإستفادة منهم وأن يصدر قانون يحقق للشباب المتميز في مكان عمله فرصته ليثبت جدارته في تحقيق التنمية وننسي مسألة الاقدمية والتدرج الوظيفي الممل وعدم تشجيع الكوادر المثقفة التي قد تكون هي ثروتنا الحقيقية بما يمتلكون من معرفة ومهارة وخبرة

بقلم دكتورة /#مروةماهر

#باحث_ماجستير_قانون_تخصص_إقتصاد