رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 8 سبتمبر 2025 7:28 م توقيت القاهرة

وفي أنفسكم أفلا تبصرون

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين المستوجب لصفات المدح والكمال والمستحق للحمد على كل حال، لا يحصي أحد ثناء عليه بل هو سبحانه كما أثنى على نفسه بأكمل الثناء وأحسن المقال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى به الناس من الضلال، ووضع عنهم الآصار والأغلال، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد إن من أعظم مخلوقات الله سبحانه وتعالي هو النفس البشرية، حيث قال الله عز وجل " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وآيات النفس ليست في تركيب الجسم فحسب بل حتى في تقلبات الأحوال، فالإنسان تجده يتقلب من سرور إلى حزن ومن غم إلى فرح ويتقلب تقلبات عجيبة عظيمة.

حتى أن الإنسان في لحظة يجد نفسه متغيرا بدون سبب، فيكون منشرح الصدر، واسع البال مسرورا وإذا به ينكتم ويغتم بدون سبب وأحيانا بالعكس وهذا بالنسبة للأحوال النفسية، كذلك أيضا بالنسبة للإنسان من حيث الأحوال الإيمانية وهي أعظم وأخطر حيث تجد الإنسان في بعض الأحيان يكون عنده من اليقين كأنه يشاهد أُمور الغيب مشاهدة حسية كأنما يرى العرش وكأنما يرى السموات أو يرى الملائكة أو يرى كل ما أخبر الله به من الغيب وفي بعض الأحيان يقلّ هذا اليقين لأسباب قد تكون معلومة لكن من الأسباب المعلومة قلة الطاعة، فإن قلة الطاعة من أسباب ضعف اليقين وقال الله تعالى "فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم " وهناك أسباب لا يدري الإنسان ما هي ومنها اللهو والغفلة وهكذا الإنسان كلما لها قل يقينه وإيمانه. 

ومن ثم نهى الشرع عن الألعاب واللهو الباطل الذي يزداد به الإنسان بعدا عن طاعة الله تعالي وعن التفكير في آيات الله عز وجل ومن أراد المزيد من هذا والاطلاع على قدرة الله تعالى في أنفسنا من الآيات فعليه بمطالعة كلام ابن القيم رحمه الله في " مفتاح دار السعادة " يجد العجب العجاب وكذلك في كتابه الصغير وهو كبير في المعنى وهو " التبيان في أقسام القرآن" ذكر من ذلك العجب العجاب، فالموفق من كان ذاكرا لله تعالي في كل شيء، فقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الموفق هو الذي يذكر الله عز وجل في كل شيء ولو كانت القلوب حيّة لكنا نذكر الله في كل شيء، وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد، فإذا رأيت أطفالا في السوق فاذكر الله وتأمل الخلق هذا صغير وهذا كبير، قد بلغ من الكبر عتيا وهذا متوسط، وإذا رأيت الأشجار وأنواع الأزهار. 

تقول سبحان الله العظيم شجر يسقى بماء واحد ويختلف هذا الإختلاف ولو أن أهل الأرض كلهم جميعا أرادوا أن يحولوا هذه الزهرة من هذا اللون إلى لون آخر ما إستطاعوا إلى هذا سبيلا، وإذا فتح الله تعالي على الإنسان باب الذكر صار كل شيء يراه يمكن أن يذكر الله عز وجل فيه، ولا يلزم الذكر أن يقول الإنسان مثلا " لا إله إلا الله أو الله أكبر أو حول ولا قوة إلا بالله " بل الذكر بالقلب قد يكون أهم من ذكر اللسان كما قال تعالى " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا " فاللهم يا رحمن يا رحيم وفقنا للتفكر في آياتك الكونية والشرعية واجعل هذا التفكر مما يزيد عظمتك في قلوبنا ويدفعنا للمسارعة والمسابقة في طاعتك وتجنب معصيتك، فاللهم ارزقنا شكرك وحسن عبادتك واجعلنا فيها من المخلصين والحمد لله رب العالمين .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
7 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.