بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 13 نوفمبر 2024
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الحمد لله الكريم الوهاب، الحمد لله الرحيم التواب، الحمد لله الهادي إلى الصواب مزيل الشدائد وكاشف المصاب، الحمد لله فارج الهم، وكاشف الغم مجيب دعوة المضطر فما سأله سائل فخاب يسمع جهر القول وخفي الخطاب أخذ بنواصي جميع الدواب فسبحانه من إله عظيم لا يماثل ولا يضاهى ولا يرام له جناب هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه المرجع والمتاب، وسبحان من انفرد بالقهر والإستيلاء، واستأثر بإستحقاق البقاء، وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شيك له وأشهد ان محمد عبده ورسوله ثم أما بعد، إن من عوامل النصر والتمكين هو الإتحاد والنهي عن التنازع والفرقة، ولقد إعتبر الإسلام الفرد جزء لا ينفصم من كيان الأمة.
وعضوا موصولا بجسدها لا ينفك عنها كما اعتبر الإسلام إتلاف القلوب والمشاعر وإتحاد النيات والمناهج من أوضح تعاليم الاسلام ولا ريب أن توحيد الصفوف وأجتماع الكلمة هما الدعامة الوطيدة لبقاء الأمة ودوام دولتها ونجاح رسالتها ولئن كانت كلمة التوحيد باب الاسلام فإن التوحيد الكلمة سر البقاء في الاسلام والإبقاء عليه والضمان الاول للقاء الله تعالي بوجه مشرق، وأن العمل الواحد ليختلف بحقيقته وصورته إختلافا كبيرا حين يؤديه الانسان وحيدا أو حين يؤدي مع الجماعة ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الإحتراس والتحذير من عواقب الإختصام والفرقة والتنازع وكان في حله وترحاله يوصي بالتجمع والإتحاد في السلم وفي الحرب فعن سعيد بن المسيب قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الشيطان يهم بالواحد والإثنين فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم"
وقد كان الناس في سفرهم إذا نزلوا منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن تفرقكم هذا من الشيطان" فلم ينزلوا بعد منزلا إلا إنضم بعضهم إلى بعض حتى قال " لو بسط عليهم ثوب لعمهم" وذلك أثر إنتزاع المشاعر وإجتماع القلوب وتبادل الحب وإنسجام الصفوف، وإن الناس إن لم يجمعهم الحق شعبهم الباطل، وإذا لم توحدهم عبادة الرحمن مزقتهم عبادة الشيطان وإذا لم يستهوهم نعيم الآخرة تخاصموا على متاع الدنيا ومن هنا كان التنازع والتخاصم من شيم وخصائص الجاهلية المظلمة ودين من لا إيمان له، وإن الشقاق يضعف الأمم القوية ويميت الامم الضعيفة ومن هنا فقد جعل الاسلام أول نصيحة لهم بعد إنتصارهم في غزوة بدر حينما إختلفوا على الغنائم أن يوحدوا صفوفهم ويجمعوا أمرهم فقال تعالي.
" فأتقوا الله واصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله أن كنتم مؤمنين" ثم أفهمهم أن الإتحاد في العمل هو الطريق النصر المحقق والقوة المرهوبة فقال تعالي " وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" وأعداء الأمة يدبرون لها ويكيدون لها بمكر الليل والنهار وهم يحرصون على تفريق كلمتها وتشتيت شملها وتمزيق وحدتها وتاريخ الأمة يؤكد أن الإنتصار كان حليفا لها أيام أن كانت يدا واحدة ويبرهن أن عدوها لم ينل منها الإ بعد أن فرق جمعها وإختلفت فيما بينها ولقد حذر القرآن الكريم المسلمين من عاقبة الفرقة والتنازع فقال تعالي " ولا تكونوا كالذين تفرقوا وأختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم" ويقول لهم "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"
والامثلة على ذلك حية في جميع المعارك التي خاضها المسلمون ففي أحد حينما أختلفوا وتنازعوا وخالفوا أمر الرسول صلي الله عليه وسلم لحقت بهم لطمة موجعة أفقدتهم سبعين من الصحابة الكرام.
إضافة تعليق جديد