فيضُ الخواطرِ عادَني فشَجاني
فيضُ الخواطرِ جاءني فعصاني
فيضُ الخواطرِ باحَ بعضَ مصيبتي
وأسرّ بعضاً والزمانُ رَماني
سِفْرٌ من الكلماتِ والالحانِ
نبضٌ وفيهِ توجُّعٌ وتفاني
ارسَلْتُه عبرَ الاثيرِ مُحَمَّلاً
بالهمسِ بالأحلامِ بالتَحنانِ
وبكلِّ ما ملكَ الفؤادُ وروحُهُ
وبكلِّ ما أشقى بني الانسانِ
غَبْرٌ وأخيامٌ وبعضُ حجارةٍ
لم يبقَ إلّاها صدى أشجاني
جَفَّت مآقي اليأسِ تُحرِقُ دَمعَتي
وتصُبُّ حُمّى الموتِ في هَذَياني
قد غادَرَتْ كلُّ العيونِ مكانَها
وتَذَرَّعَت بذريعةِ النسيانِ
قد غادَرَت كلُّ القلوبِ زمانَها
واسْتَحكَمَت بكتائبِ الشيطانِ
وهناكَ أرقدُ في ظلالِ خَطيئَتي
ويَتيهُ عنِّي العمرُ حيثُ يَراني
عظمتُ فيكِ من الصروحِ مآذناً
عطرٌ يفوحُ بهِ هدى الرحمنِ
أحببتُ فيكِ أيا حياةُ شوارعاً
ومدارساً ومسارحاً ومباني
أحببتُ فيكِ أيا حياةُ مصانعاً
ومزارعاً وحمائماً ومَغانِي
أحببتُ فيكِ أَيَا حياةُ مدينةً
فحَمَلْتُ جُرحاً نازفاً بجَناني
وحمَلْتُ أحلامَ الطفولةِوالصِبا
مَسْخاً تُداعِبُهُ يدُ السَّجّانِ
قَدَرٌ وأحمِلُ فيكِ نَعشَ هَويّتي
مُترنِّحاً في كفةِ الميزانِ
يا خيمةً ضَربَ الزمانُ ضُلوعَها
وتشرذَمَت أوتادُها بثواني
واسْتَثْقَلَت أشلاؤها عصفَ الرياحِ
وطعنةً في موطنِ الكتمانِ
من لي يُجيبُ على تساؤلِ عبرةٍ
وقصيدةٍ بالحزنِ تختجلانِ
من لي يُبرهِنُ انَّ لي وطناً اذا
ذُكِرَتْ وثيقةُ مولدِي ولساني
مَنْ لي يُبَرهِنُ أنَّ لي روحاً
و تَحمِلُني سطورٌ خطَّها مَلَكَانِ
إضافة تعليق جديد