بقلم مصطفى سبتة
قد هزَّ جسمي وروْعي دمعُ والهة
تذري الدُّموع تسابيحا من الجُفُنِ
صادت فؤادي بلحظٍ ظلَّ يرشقُه
وحَبِّ طلٍّ على الخدَّينِ مُحْتَتِنِ
فانهالَ حُباًّ كما سالت مدامعُها
وشفَّ جسمي حريقُ الشوقِ والشَّجَنِ
من لي إليها فقد عُلِّقتُها رغِماً
والشوق أوَّاهُ أشجاني وعذَّبني
وا كَمْ كتمتُ وكم صابرت ُمُحتسبا
لكنَّ حَشْرَجَةَ الأشواق تفضحُني
هيهات غيَّرَ طولُ الصدِّ طيبتَها
فالهجرُ يمتدُّ وا لَهْفِي ووا حَزَني
بانتْ وبِنَّا فلا الأيَّامُ تجمعنا
ولا التَّصبُّرُ بعد الهجرِ يُسعفُني
كانت ملاكاً كأنَّ الرُّوحَ أدَّبها
تنهَلُّ حُسناً كورقاءٍ على فنَنِ
بيضاءُ ، خَفْراءُ ، قُرْصُ الشَّمس وَجْنتُها
بالسَّمْتِ والصَّمتِ والأخلاق تأسرُني
فِعلُ خطاها برَوْعي حين مِشيتها
فعلُ الغواربِ يوم الرَّوْع بالسُّفُنِ
مكنونة ُ البيتِ مِحصانٌ مُأدَّبة ٌ
لباسُها السِّترُ والتَّقوى فلا تَهُنِ
عند المرور تحطُّ الرَّأس مُطرقة ً
كيما تُجانبُ عَينَيْها عن العُيُنِ
أرنو لمسكنها شوقاً وبي ولَه ٌ
عَلِّي أصادفُ حول المسكنِ سَكَنِي
عَلِّي أخفِّفُ أشجاني برؤيتها
من رام رؤيتها يشقى ويفتتِنِ
عَلِّي أبثُّ إليها قبل خاتمتي
عُذري لترحمني يوما وتعذرَني
يا حسرة العمْرِ ما قرَّت مضاجعُنا
منذ افترقنا وفرَّ النَّومُ من جُفُنِي
همُّ التَّفرُّق ما أبقى لنا أملاً
في هوَّة البؤسِ وارانا بلا كَفَنِ
يا بسمة السَّعدِ عودي في الهوى دَنِفاً
يُرجى شفاؤُه ُمن بَسَّامِكِ الحَسَنِ
أوا فتاتاهُ ها قد جئت معتذرا
إنِّي قسوت لأنَّ الدَّهرَ قيَّدني
لا تحسبيني بخلتُ بالهوى، أبداً
إنِّي خشيت عليك الكاشح الأفِنِ
وأنت بنت بيوت الدَّلِّ ناعمة ٌ
وكنت حرًّا قليلُ المنِّ يقتلني
رِفقاً فخصمُك هان اليوم من شَغَفٍ
من رام وصلك قد يهنأ وقد يَهُنِ
تلكم دموع الذي ظلَّت صبابتُه
تُذري القوافيَ مثل الوابلِ الهَتِنِ
تلكم حُشاشة متْبولٍ يموتُ هوىً
قد صار مُنزوياً في حفرة الغِبنِ
تلكم عصارة قلبٍ ذاب من دَنَفٍ
أهدي لقاتلتي وهل ستعرفني
إضافة تعليق جديد