أَلْفَيْتُهَا تَبْكِي وَتَنْدُبُ حَظَّهَا
وَعُيُونهَا بَالدَّمْعِ كَانَتْ مُغْرقَةْ
فَسَأَلْتُهَا أَبُنَيَّتِي مَاذَا جَرَى
قَالَتْ وَآهَاتٌ تَوَالَتْ مُحْرِقَةْ
آهً عَلَى هَذِي الحَيَاةِ وَظُلْمِهَا
يَا وَيْلَتِي أَمْسَتْ دُرُوبِي مُغْلَقَةْ
أَنَّى اتَّجَهْتُ أَرَى الوُجُوهَ تَصُدّنِي
وَتَصُكُّ حَوْلِي كُلَّ بَابٍ أَطْرُقهْ
أَصْبَحَتُ سِيْرَةَ مُقْبِلٍ أَوْ مُدْبِرٍ
أَوَهَلْ لأَنِّي قَدْ غَدَوْتُ مُطَلَّقَةْ
وَاللهِ إِنِّي مَا اقْتَرَفْتُ خَطِيْئَةً
بَلْ عشْتُ عُمْرِي بِالعَفَافِ مُحَلِّقَةْ
بَلْ كُنْتُ فِي تِلْكَ الحَيَاةِ سَعِيْدَةً
لَكِنّني مَا كُنْتُ فِيْهَا مُورِقَةْ
أَحْبَبْتُهُ وَأَحَبَّنِي بِمَوَدَّةٍ
كُنَّا نُحَلِّقُ فِي سَمَاءٍ مُشْرِقَةْ
وَأَحَطْتُهُ بِرِعَايَةٍ وَمَحَبَّةٍ
وَعِنَايَةٍ وَمِنَ الحَدِيْثِ مُنَمَّقَةْ
مَا الذَّنْبُ ذَنْبِي إِنْ خُلِقْتُ عَقِيْمَةً
وَغَدَتْ حَيَاتِي بَيْنَ أَهْلِي مُقْلِقَةْ
سَلَّمْتُ أَمْرِي وَابْتَلَعْتُ مُصِيْبَتِي
وَرَضَيْتُ فِي قَدَرِي وَكُنْتُ مُوَفَّقَةْ
نَشطَتْ شَيَاطِيْنُ الأَقَارِبِ حَوْلَهُ
وَتَؤُزّهُ بِالوَسْوَسَاتِ الُمْحِدقَةْ
قَالُوا لَهُ :هَذِي الفَتَاةُ عَقِيْمَةٌ
دَعْهَاَ تَزَوَّجْ مِنْ فَتَاةٍ مُغْدِقَةْ
فَالدَّوْحُ إِنْ لَمْ تَجْنِ مِنْ ثَمَرَاتِهِ
أَوْلَى بِهِ تَجْتَثُّهُ أَوْ تَحْرِقَهْ
فَصَغَى لَهُمْ وَتَغَيَّرَتْ أَحْوَالُهُ
وَحَدِيْثُهُ أَمْسَى كَضَرْبِ المِطْرَقَةْ
قَدْ قَالَ لِي : مَا عَادَ يَنْفَعُ عَيْشُنَا
طِفْلاً أَوْ فَتَاةً مُبْرِقَةْ
فَاسْوَدَّتِ الدُّنْيَا بِعَيْنِي أَظْلَمَتْ
وَتَكَدَّرَتْ وَكَأَنَّنِي فِي المحْرَقْة
أَجَرِيْمَتِي يَا قَوْمُ أَنِّي عَاقِرٌ
وَاللهِ إِنِّي فَي حَيَاتِي مُرْهَقَةْ
أَنَا أَشْتَهِي طِفْلاً يُدَغْدِغُ مُهْجَتِي
أَوْ طِفْلَةً لِوِصُولِهَا مُتَشَوِّقَةْ
نَاقَشْتُهُ حَدَّثْتُهُ وَبَكَيْتُ مِنْ
أَلَمِي وَقِلَّة حِيْلَتِي مُتَرَفَّقَةْ
اذْهَبْ تَزَوَّجْ لا تَفُكَّ رِبَاطَنَا
يَا سَيِّدِي دَعْنِي لَدَيْكَ مُعَلَّقَةْ
أَنَسيْتَ أَيَّامَ الصَّفَاءِ تَؤُمُّنَا
وَحَيَاتنَا بِالحُبِّ كَانَتْ شَيِِّقَةْ
كُنَّا نَهِيْمُ مَعَ السَّعَادَةِ نَزْدَهِي إِنْ
غبْتَ يَوْمًا عَنْ عُيُونِي المُشْفِقَةْ
أَبْكِي وَأَنْتَظِرُ اللّقَاءَ بِلَهْفَةٍ
دَوْمًا تَرَانِي فِي الّلقَا مُتَأَلِّقَةْ
قَالَ الطَّلاقُ هُوَ السَّبِيْلُ لِحَالِنَا
قَدْ قَالَهَا جَرَحَ الفُؤادَ وَمزقه
قَلْبِي تَهَاوَى وَاسْتَهَلَّتْ أَدْمُعِي
أَحْسَسَتُ أَنِّي فِي حِبَالِ المشْنَقَةْ
وَحَيَاتُنَا قُدَّتْ بِلَفْظٍ عَابِرٍوَغَدَوْتُ
فِي غَمْزِ العُيُونِ مُطَوَّقَةْ
يَا قَوْمُ هَلْ مِنْ رَحْمَةٍ وَشَفَاعَةٍ
وَالرّفْقُ فِيْمَنْ قَدْ تَصِيْرُ مُطَلَّقَةْ
إضافة تعليق جديد