رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 26 أبريل 2024 5:02 م توقيت القاهرة

⁩ضوابط لمعرفة قبول العمل الصالح عند الله أو عدم قبوله  ⁦

⁦▪️⁩ضوابط لمعرفة قبول العمل الصالح عند الله أو عدم قبوله 

⁦▪️⁩بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

⁦▪️⁩مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

⁦سنحاول في هذا المقال بيان الضوابط التي يجب أن يتنبه لها المسلم ليعرف هل عمله الصالح مقبول عند الله أو غير مقبول؟

الضابط الأول: 

إذا كان العمل الصالح خالصا لله لا رياء فيه وموافقا لسنة رسول الله فهو مقبول:

⁦ فقد سئل الفضيل بن عياض: ما أخلص العمل وأصوبه؟
 قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتي يكون خالصا صوابا فالخالص أن يكون لله عز وجل والصواب أن يكون علي السنة.

( إعلام الموقعين لابن القيم ٢/٤٣٣).

الضابط الثاني:

 إذا كان العمل من أعمال الدين  فيه رياء محض بمعني يعمله المسلم من أجل الناس ليمدح به لا من أجل الله فهذا غير مقبول: 

وهذا ما وردت السنة بذمه قال رسول الله:

 إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا: يا رسول الله: وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء يقال لمن يفعل ذلك إذا جاء الناس بأعمالهم اذهبوا إلي الذي كنتم تراءون فاطلبوا ذلك عندهم.

رواه أحمد(٥/٤٢٨) والبيهقي في شعب الإيمان (٥/٣٣٢) وصححه الألباني في الصحيحة(٩٥١) وجود المنذري إسناده( ١/٦٩ - الترغيب والترهيب).

⁦وقال رسول الله: الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يري من نظر رجل.

رواه الحاكم(٤/٣٦٥)وصححه.
وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (٣٠).

وقال تعالي: أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه.

رواه مسلم (٢٩٨٥).

⁦وحديث الثلاثة المرائين: قارئ القرآن والمجاهد وطالب العلم مشهور وفيه: أولئك الثلاثة أول خلق تسعر بهم النار.

رواه مسلم(١٩٠٥).

الضابط الثالث:

 أن يكون العمل الصالح لله في البداية ثم طرأ عليه الرياء واستراحت نفسه إليه وسكنت: 
 
وفي ذلك مذاهب أقربها وأرجحها أن العمل إذا كان متصل الأركان كالصلاة والصيام والحج فيبطل كله بسبب الرياء كمن تعود علي صلاة السنة مثلا بقصار السور فلما رآه قوم يصلي ورآهم صلي بطوال السور رياء.

أما إذا كان العمل غير متصل الأركان كقراءة القرآن والذكر والصدقات ونشر العلم فللمسلم ثواب ما سبق أما من وقت طروء الرياء فلا ثواب له كمن تعود علي الصدقة بألف فلما حضر معه شخص تصدق بألفين فهذا له ثواب ألف أما الألف الأخري التي فيها رياء فلا ثواب فيها وذلك مذهب أكثر أهل العلم.

( انظر: إعلام الموقعين ٢/٤٣٣).

الضابط الرابع:

أن يعمل المسلم عملا صالحا خالصا لله في البداية ثم طرأ عليه الرياء إلا أنه لم يسترح إليه ولم يسترسل معه فلا يضره ذلك بغير خلاف

.( جامع العلوم والحكم لابن رجب ص٣٠ والقول المفيد لابن عثيمين ص٧٤).

⁦واستدلوا بحديث: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا به أو يعملوا به.

رواه البخاري (٥٢٦٩)ومسلم(١٢٧).

الضابط الخامس:

إذا عمل المسلم عملا صالحا خالصا لله وأتمه علي الإخلاص ولكن بعد تمامه تباهي به وتكبر فهذا له ثوابه ولكن ما فعله بعد تمام العمل من تكبر وتفاخر فعليه جزاء تكبره وتفاخره وهو قول ابن الجوزي .

(انظر: الآداب الشرعية لابن مفلح ١/١٠٧).

الضابط السادس:

 إذا عمل المسلم عملا لغير الله ثم غير نيته وصححها فجعله لله فالراجح أن العمل فترة الرياء لا ثواب له ويأخذ ثوابه من وقت تصحيح نيته لله وهذا إذا كان العمل غير متصل الأركان أما لو كان متصل الأركان فيبطل كله وعليه إعادته.

( راجع الضابط الثالث في المقال فهو عكسه)

 وانظر: إعلام الموقعين لابن القيم ٢/٤٣٣).

الضابط السابع:

إذا كان العمل لله ولكن طمع صاحبه في كسب دنيوي من ورائه فإن أجره ينقص ولا يأخذه كاملا للحديث:

 ⁦ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقي لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم.

رواه مسلم (١٩٠٦).

وهذا فيمن حرص علي المغنم.

أما لو كانت المنفعة الدنيوية التي أتت إليه لم يكن حريصا عليها وأتت إليه دون استشراف نفس أو طمع فلا يضره ذلك وثوابه إن شاء الله كامل للحديث الذي فيه: 

الرجل يعمل العمل من الخير يحمده الناس عليه فقال رسول الله: تلك عاجل بشري المؤمن.

رواه مسلم(٢٦٤٢).

فثناء الناس علي عملك الصالح لا يضرك ففي الحديث:

 ⁦هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض.

رواه البخاري (١٣٦٧) ومسلم(٩٤٩).

مسائل مهمة في الرياء :

١- من علامات المرائي كما قال علي بن أبي طالب: 
للمرائي ثلاث علامات: 
يكسل إذا كان وحده وينشط إذا كان في الناس ويزيد في العمل إذا أثني عليه وينقص إذا ذم

.( الإحياء للغزالي ٣/٢٩٦).

٢- من أسباب الرياء الإعجاب بالنفس وكثرة مخالطة الناس..

 قال الفضيل: من استوحش من الوحدة واستأنس بالناس لم يسلم من الرياء.

(أدب الدنيا والدين للماوردي ص٢٨٩-٢٩١).

فكن معتدلا في اختلاطك مع الناس.

٣- الرياء يكون في أمور وأعمال الدين لا الدنيا  ويكون في الفريضة والنافلة وهذا قول الجمهور.

٤- لا يجوز ترك العمل الصالح خوفا من الرياء فهذا مدخل من مداخل الشيطان وعليك أن تدعو الله أن يرزقك الإخلاص وتجاهد الرياء ما استطعت.

٥- إذا أظهرت العمل ليقتدي بك الناس أو ليتعلموا شعيرة من الشعائر  فليس ذلك من الرياء.

٦- إذا فرحت بعملك الصالح فهذا فرح بطاعة الله ولا يقدح في عملك ولكن المحظور هو الكبر به والاستعلاء علي الناس.

٧- من نشط ببركة الجماعة مثل المتكاسل الذي صحب صحبة صالحة فوجدهم يعملون الصالحات فنشط وعمل مثلهم لا يضره ذلك وليس ذلك من الرياء فمن تشبه بقوم فهو منهم كما ثبت في السنة.

( رواه أحمد ٢/٥٠ وأبوداود ٤٠٣١ وصححه الألباني في إرواء الغليل ١٢٦٩ وحسن الحافظ ابن حجر إسناده في الفتح).

٨- من الأفضل الإسرار بالأعمال الصالحة للتغلب علي وساوس الشيطان :

 قال تعالي:( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير)

( البقرة ٢٧١).

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.